الغليفوسيت تسمم نصف تربة أوروبا

تعريب: هاجر تمام

تمثّل الدراسة حجر أساس في النقاش الدائر بخصوص سلامة المواد الكيميائيّة الزراعية، وذلك نظراً لعدم كفاية التحقيقات التي أجريت حتّى الآن بشأن التلوّث البيئي بالمبيدات، وذلك على نحو ما أكدته البروفسورة فيوليت غيسن من جامعة فاغنيغن: <توجد غليفوسات وآمبا بكثرة، وهي عالقة على جزيئات التربة ممّا يزيد من خطر التلوّث البيئي من خلال عوامل مثل التذرية الريحيّة وهطول الأمطار والمجاري المائيّة>. تضاف هذه الدراسة إلى الأدلّة الكثيرة على سميّة المبيدات القائمة على غليفوسات وعلى الطريقة السطحيّة التي عملت فيها المؤسسات المسؤولة عن سلامة المواطنين حتّى الآن. ويبدو واضحاً في مواجهة هذه النتائج أنّنا بحاجة المزيد من الأبحاث قبل الموافقة على المبيدات وتشريعها وتوزيعها.

أتى هذا على خلفيّة مناقشات لجنة (ENVI/AGRI) التي عقدت في الحادي عشر من الشهر الماضي، والتي سميت <أوراق مونسانتو>، والتي حضرتها أبرز الوكالات التنظيميّة الأوربية والدولية مع عدد من الصحفيين والعلماء. لقد سلطت المناقشات المزيد من الضوء على المخاوف الفعليّة بشأن الثغرات وتضارب المصالح وتدخل الشركات والضغط الذي اتسم بتحليل تقييم المخاطر الذي أدّى إلى إعفاء الـ 18 شهر الذي مُنح لغليفوسات في نهاية عام 2016.

تشجب التقارير التي صدرت مؤخراً كيفيّة عمل الشركات العملاقة العاملة في مجال الزراعة، وتدخلها الدائم في قرارات الحكومات والهيئات التنظيميّة الدولية، عبر مجموعات الضغط والفساد وقمع العلوم المستقلة، وذلك بهدف زيادة أرباحها في سوق المبيدات الزراعية، وكذلك من أجل الإبقاء على سيطرتها على سوق الغذاء. تضيف هذه الدراسة الجديدة دليلاً إلى الكثير من البيانات والتحقيقات التي تبيّن الأخطار الشديدة للمبيدات الزراعية على الصحّة والبيئة.