"شيونغان الجديدة".. صديقة البيئة

"شيونغان الجديدة".. صديقة البيئة

أعلنت الحكومة الصينية مؤخراً عن خططها الرامية لبناء مدينة مترامية الأطراف في ثلاث مقاطعات قائمة. ستكون مساحتها، حسب التقديرات، ضعف مدينة نيويورك، وهي تهدف إلى دمج العاصمة بالمناطق المحيطة بها.

وقد وصف منشور صادر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة بأن (خطة بناء منطقة اقتصادية جديدة بمعايير عالية التي تخطط الصين لإنجازها، خيار تاريخي واستراتيجي كبير). وسيطلق على هذه المنطقة اسم منطقة شيونغان الجديدة، حيث سيجري "تعزيز الاقتصادات المحلية وتوفير مدينة أنظف وأقل ازدحاماً للسكان".

وتقع هذه المنطقة الجديدة على بعد حوالي 100 كلم جنوب غرب بكين، وهي موطن لبيانغديان، أحد أكبر الأراضي الرطبة في شمال الصين، مع أكثر من 140 بحيرة وتغطي 360 كيلومترا مربعاً، وتعرف الأراضي الرطبة باسم "اللؤلؤ" من سهل شمال الصين.

تعكس منطقة شيونغان الجديدة هذه رغبة الصين المستمرة في تنمية مجموعتها من المدن الضخمة - حزم حضرية ضخمة- يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة. وقد بنت الصين في هذه المدن الكثير من (أطول الجسور في العالم والطرق السريعة والمدارس والمستشفيات ومتنزهات المكاتب..).

وقال رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح (هي ليفينغ) إن الصين ستسرع خطط بناء المنطقة الجديدة، مسلطاً الضوء على "المعايير الدولية" و"الخصائص الصينية" و"الإصلاح" و"الابتكار" ككلمات جوهرية في وضع الخطة.

وقال ليفينغ لوكالة أنباء شينخوا إن تخطيط منطقة شيونغان الجديدة يجب أن يصل إلى مستوى مدينة دولية من الدرجة الأولى، وأن الهندسة المعمارية يجب أن تجسد عناصر الثقافة الصينية.

كما أشار إلى أنه سيتم وضع خطة محددة لمكافحة التلوث وحماية البيئة في بايانغديان كجزء من المخطط.

ويعد قرار إقامة المنطقة الجديدة جزءاً من استراتيجية أكبر بدأت الصين في تطويرها العام 2014، بشكل مشترك بين بكين وتيانجين، ومدينة خبي لتحسين البنية الاقتصادية للمنطقة والبيئة والخدمات العامة في المنطقة وسد الفجوة بين العاصمة والمناطق الصناعية والريفية المحيطة بها.

وتحاول بكين، التي تضم أكثر من 21 مليون شخص، كبح نمو السكان ونقل الصناعات وغيرها من "الوظائف غير الرأسمالية" إلى "خبي" في السنوات القادمة في إطار جهودها الرامية إلى علاج المشاكل البيئية.

وقال رئيس اللجنة إن عدد سكان بكين المتزايد، الذي يقترب من 23 مليون لعام 2020، أدى إلى ازدحام حركة المرور وارتفاع أسعار العقارات والعبء الزائد على الموارد.

من جهة أخرى، ازداد عدد المناطق الوطنية لصناعات التكنولوجيا الفائقة في الصين إلى 156 منطقة، مع ارتفاع عائداتها إلى 27.9 تريليون يوان (4 تريليونات دولار أمريكي) في عام 2016 .

وذكر (تشانغ تشي هونغ) مدير مركز الشعلة لصناعة التكنولوجيا الفائقة التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، أن مناطق التكنولوجيا الفائقة ساهمت بـ11.7في المائة من إجمالي الناتج المحلي الصيني في عام 2016 و18 في المائة من إجمالي الصادرات الصينية .

وقال تشانغ إن "مناطق التكنولوجيا الفائقة قد أصبحت محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي الصيني. وقدمت قرابة 4300 معملاً  خدماتها لأكثر من 120 ألف شركة في عام 2016".

وأشار تشانغ إلى أنه يتعين على مناطق التكنولوجيا الفائقة إيلاء اهتماماً أكثر باستراتيجية الصناعات الناشئة علاوة على الصناعات العلمية والتكنولوجية، مشجعاً الشركات والمعاهد البحثية والجامعات والمبدعين على التعاون بشأن الإبداع المستقل.