خبراء: احتياطات ضخمة من الموارد في القارة القطبية الجنوبية

خبراء: احتياطات ضخمة من الموارد في القارة القطبية الجنوبية

تعتبر القارة القطبية الجنوبية منطقة تحتوي على 90 في المئة من احتياطي المياه العذبة، وكميات ضخمة من النفط والغاز والأسماك، حيث يوجد في القطب الجنوبي، فضلاً عن جرفها، ما يقرب من 6.5 مليار طن من النفط وأكثر من 4 تريليون متر مكعب من الغاز. 

ومع ذلك، للوصول إلى هذه الموارد من الضروري التنقيب في ظروف قاسية وحفر عشرات الأمتار من الجليد. وهذه بحد ذاتها مهمة في غاية التكلفة. لكن عندما يستنفذ الانسان جميع الاحتياطي من المواد الهيدروكربونية الأخرى، فإنه في نهاية المطاف سوف يسعى للحصول على ثروات القطب الجنوبي. 

وفي هذا السياق، أكد رئيس جامعة الموارد المعدنية والتعدين فلاديمير ليتفينينكو، ما تقدم أعلاه بالقول: «اليوم، الجميع يعرف عن الصخر الزيتي والغاز. والجميع يدرك أن إنتاجها مكلفاً جداً، ولكن، مع ذلك أصبحت بعض الدول تتجه نحو هذا العمل بنشاط، كما أنها تشارك في غيرها من التنقيب على الموارد التي لا يمكن الحصول عليها بسهولة».

وتابع «هذه هي أول إشارة إلى أن الموارد بدأت تنفد بشكل جدي. وسوف تواجه البشرية قريباً عناءً كبيراً أثناء القيام بأعمال التنقيب على موارد النفط والغاز. ولذلك، يقول العديد من الخبراء أن القارة القطبية الجنوبية سوف تكون قرن خصب للبحث عن ودائع النفط والغاز. ولكن الشيء الأكثر أهمية للإنسان بعد الأوكسجين هو متوفر في القارة القطبية الجنوبية أيضاً. والمقصود هنا الماء النقي الموجود على السطح، ولا تحتاج البشرية أن تكلف نفسها للتنقيب عن هذا العنصر الهام من عناصر وجودها على كوكب الأرض. حتى أنه هناك مشاريع أصبحت جاهزة لجر كتل الجليد في البلدان التي تعاني من نقص في مياه الشرب».

بالإضافة إلى كل ذلك هناك في مياه القطب الجنوبي ثروة أخرى ومورد هام للبشرية، والحديث يدور عن الأسماك. فكما يعلم الجميع أنه وبسبب حجم الصيد الكبير، بما في ذلك غير القانوني، فإن كميات الأسماك التجارية تتناقص بسرعة، وهذا ما يؤكده الكسندر باغين المدير العلمي لمعهد الاقتصاد والبيئة إذ أشار قائلاً:

«ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن احتياطي الموارد السمكية يتقلص بسبب استغلال واستخدام موارد المحيطات بشكل مكثف لعشرات السنوات. وبالتالي فإن القارة القطبية الجنوبية تعتبر مكاناً مهماً جداً. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأسماك التي يتم صيدها في هذه المنطقة نظيفة للغاية، وذلك لأنها تتكاثر فقط في المياه غير الملوثة».

وفق التقديرات الأخيرة فإن احتياطي المياه العذبة في العالم يمكن أن ينتهي بعد عشرين عاماً، في حين أن النفط والغاز سيكون كافياً لمدة خمسين عاماً. وهذا يعني أن ثروات القطب الجنوبي وموارده الطبيعية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً لبقاء البشرية على وجه الأرض.

لكن حتى تلك اللحظة تبقى القارة القطبية الجنوبية محمية وقاعدة للأبحاث العلمية. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أنه في المستقبل القريب قد تشهد المنطقة معركة حقيقية على المستوى الدولي للحصول على حصة الأسد في القطب الجنوبي.