يُقاس النصر الحقيقي في الصراعات الوازنة والتي تحمل بعداً استراتيجياً بمدى قدرة أحد الطرفين على منع خصمه من تحقيق أهدافه وفرض سياساته في الوقت الذي ينجح فيه هو بتمرير سياساته. بناءً على هذا المفهوم، يمكن القول إن المعركة الأخيرة بين إيران و«إسرائيل» – التي استمرت 12 يوماً في يونيو/حزيران 2025 – حملت في طياتها دلالات واضحة حول النصر والهزيمة. فرغم القوّة العسكرية «الإسرائيلية» المدعومة أمريكياً، لم تستطع «إسرائيل» تنفيذ أهدافها المعلنة، بينما تمكّنت إيران من شلّ قدرة تل أبيب على فرض إرادتها العسكرية والسياسية، وتوجيه ضربة للمشروع «الإسرائيلي» المعلن والمسمّى «الشرق الأوسط الجديد»...