الطبقة العاملة في حالة غليان

الطبقة العاملة في حالة غليان

تعم حالة من الغليان في صفوف الطبقة العاملة في معظم البلدان العالمية على هذه البسيطة ففي معظم الدول الأوروبية تشهد الإضرابات والاحتجاجات المختلفة للطبقة العاملة مطالبة بزيادة أجورها وتحسين ظروف وشروط العمل في أماكن عملها. وكذلك تشهد العديد من الدول في قارة آسيا أشكالاً عديدة من الاحتجاجات والإضرابات مثل كوريا والهند وإيران وغيرها من هذه الدول في القارة.

ولابد لنا أن نشير إلى الإضرابات في العديد من الدول الإفريقية بما فيها بعض الدول العربية كتونس والمغرب ومصر. كما امتدت هذه الموجة من الإضرابات والاحتجاجات المتعددة إلى القارة الأمريكية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكندا وغيرها من هذه الدول، وأيضاً مازالت تتصاعد الإضرابات في قارة أستراليا. عندما يضرب العمال في مختلف القطاعات الإنتاجية أو الخدمية فهذا الإضراب يهدف إلى الضغط على أرباب العمل سواء في قطاع الدولة أو القطاع الخاص، من أجل الاستجابة لمطالبهم وتحقيق حقوقهم المسلوبة أو المنقوصة، التي تجاهلها التشريع النافذ، ويتجاهلها أصحاب العمل عمداً، كما تتجاهلها الحكومات.

إن الإضراب عن العمل هو التوقف عن العمل، ويصبح الإضراب عن العمل عمالياً عندما يتم التوقف عن العمل بشكل جماعي. ويعتبر الإضراب عن العمل أحد أشكال التعبير عن المظالم التي تلحق بالطبقة العاملة من أجور لا تلبي متطلبات معيشة العمال الأساسية والضرورية وغياب الأمن الصناعي وغيرها. عندما تتخذ الحركة النقابية قرارها بتصعيد النضال النقابي وصولاً إلى تنفيذ الإضراب أو التلويح به لا بد من الأخذ بعين الاعتبار العناصر التالية: - يجب أن يكون هناك وحدة تضامن قوي بين العمال الذين يشاركون في الإضراب. يجب أن يكونوا متوافقين على أهدافهم وهم على استعداد للتضحية لتحقيق هذه الأهداف. - يجب أن يتم إعداد وتنظيم الإضراب بشكل واضح ودقيق، وخاصة تحقيق توافق وتنسيق عالي المستوى بين العمال لدرجة كبيرة، وخاصة العاملين في المراكز المفصلية في أماكن العمل. من رؤساء أقسام وغيرهم. ولا بد من أن تكون خطة ومطالب الإضراب واضحة، بما في ذلك تحديد موعد بدء الإضراب ونهايته- يجب أن تكون المطالب التي يرفعها المضربون واضحة، وخاصة قضايا الرواتب والأجور والنسب المطلوبة لزيادتها، وظروف العمل ومسائل الصحية والسلامة. وأن تكون هناك وثائق أو أدلة تدعم مطالب المضربين. فعلى سيبل المثال الإضرابات التي تقوم بها النقابات في شركة جنرال موتور اليوم والتي تطالب نسبة أعلى من الـ 20% الزيادة على الأجور التي قد قدمتها الشركة نلاحظ أنه يقدر عدد العاملين في جنرال موتور 500 ألف عامل ويبلغ صافي أرباحها الشهرية حوالي 10 مليارات دولار. إن التوقف عن العمل مدة شهر يعني خسارة هذه الأرباح الكبيرة. ولو فرضنا أن العاملين طلبوا زيادة في الراتب تصل إلى ألف دولار فإن ذلك يعني أن الشركة سوف تدفع مبلغاً مقداره 500 مليون دولار. وبهذا نرى نتيجة الإضراب واضحة. ومن جهة أخرى لا بد أن يلقى الإضراب التأييد والدعم من أوسع شرائح المجتمع، ووسائل الإعلام المختلفة وخاصة النقابية. من خلال إعلان الأسباب المشروعة والعادلة للإضراب وتوعية الجمهور بالآثار الإيجابية امن تحقيق المطالب المعلنة. وهذا ما نلاحظه في معظم وسائل الإعلام المحلية في تلك البلدان بما فيها العالمية. إن الضغط الشعبي على الحكومات هو مفتاح الحل والنجاح، وإذا ضعف فإن قوة الضغط ستنخفض كثيراً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1143
آخر تعديل على الجمعة, 20 تشرين1/أكتوير 2023 18:25