بصراحة ... مشاهدات يومية من قهر الناس

بصراحة ... مشاهدات يومية من قهر الناس

الفقراء في أسوأ حالاتهم، يعيشون قهراً مزمناً بسبب أشياء كثيرة ومنها الوضع المعيشي المتدني جداً، والذي يسوء يوماً بعد يوم، فالجميع واقع في حيرة من أمره، كيف سيتدبر معيشة يومه، سواء كان يعمل بأجر أو حِرفيّ أو عاطل عن العمل؟ والأخير وضعه لا يحسد عليه!

عند النزول إلى الأسواق لشراء بعضٍ مما تحتاجه وهو عمل يومي لتأمين الحاجات وبكميات قليلة جداً، أي الحاجة اليومية فقط، تُصدم بما هو معلن من الأسعار، وعندما يريد الفقير الحصول على حقه من الخبز أيضاً وهذه قصة أخرى تزيد عوامل الغضب والقهر، يُصدم بكل تفاصيل حصوله على حاجته من الخبز أولاً، للوقت الذي سيمضيه وقوفاً في الصف حتى يأتي دوره، والدور يعني ساعات طوال من الانتظار، ويحصل على ما قررته له الحكومة من كميه قد لا تكفي حاجة عائلته، وفي حال أراد شراء الخبز من خارج الفرن فتلك الطامة الكبرى حيث السعر عشرون ضعفاً للربطة الواحدة فقد وصل سعر ربطة الخبز بالأمس أي يوم السبت أربعة ألاف ليرة خارج شباك الفرن، وإن أراد راكب السرافيس الوصول إلى عمله إن وجد سرفيساً، فإن الانتظار إلى وقت طويل سبيله الوحيد كي يصل إلى عمله، وقد يكلفه الكثير من المال.

الأحاديث التي تدور بين الفقراء في هذه الازدحامات اليومية كثيرة ومتنوعة، ولكن القاسم المشترك بينها هو أزماتهم المستعصية على الحلول منذ أمد بعيد، والتي يجري تعميقها وتوسيع دائرتها لتشمل كل شيء إلى متى؟، وما يزيد الطين بلة، أو بشكل أدق ما يشعل الغضب أكثر، ويرفع مستوى التذمر وعدم الرضا الكلي عند أغلبية الشعب السوري المكتوي بالنار الحارقة التي يعيشها، هي سلوك الحكومة اليومي تجاه ما يحتاجه من مواد وجملة التصريحات التي يدلي بها أركان الحكومة والمعنيون مباشرة بحقوق المواطنين المعيشية والخدمية والصحية والتعليمية وغيرها من القضايا التي يصعب تعدادها، والتي تستفز السامعين لها وتوترهم أكثر.

تلك التصريحات التي، يُحمِّلون فيها الفقراء مسؤولية فقرهم، وأن سلوك الناس هو المسؤول عن كل ما يحصل لهم من أوجاع، فمثلاً، الناس يستهلكون الخبز أكثر من حاجتهم، وقد يقوم بعضهم ببيع ما لديه من خبز زائد.
التقنين الطويل للكهرباء سببه، مرة الأحوال الجوية بمختلف أوقاتها صيفاً أو شتاءً، أو تأخر وصول شحنات النفط بسبب الحصار الجائر والعقوبات، ومرة أخرى أن الناس يستهلكون الكهرباء فوق حاجتهم الطبيعية.
الوقوف لساعات بانتظار السرفيس أو الباصات، لأن أصحابها يقومون ببيع المازوت، وبالتالي يقل عددها وينتظر الناس.

ما نود قوله، إن الحكومات المتعاقبة جميعها لا حلول لديها تقدمها للناس، هَمّها الأساس هو جمع مواردها عبر المراسيم والقرارات التي تحمّل الفقراء المزيد من الظلم وتقهرهم أكثر، حيث تنهب تلك الموارد بأشكال مختلفة من جيوب الفقراء، مهما اختلفت المسميات، بينما الطرف الآخر العزيز على قلب الحكومات، يعيثون فساداً في لقمة الفقراء عبر الاحتكار والنهب والفساد!

فهل يبقى الفقراء على حالهم أم سيغيرون واقعهم؟ إن غداً لناظره لقريب.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1134