«ليش نحنا عنا نقابات»

«ليش نحنا عنا نقابات»

شهدت الفترة الماضية انعقاد المؤتمرات النقابية على مستوى البلاد من شرقها إلى غربها وبجميع النقابات ومنها نقابات دمشق وريفها التي تعتبر الأكبر والأوسع وتابعنا باهتمام طروحاتها وقضاياها ولسنا في صدد مناقشة هزالة الأداء وغياب الدور، بل نضعه في عهدة مواد أخرى، لكن ما نحاول تناوله هنا مدى وصول صدى هذه المؤتمرات إلى العمال المنغمسين في أعمالهم و نضالهم الطبقي والمعيشي، وحقيقة علاقتهم بنقاباتهم.

- دمشق

توجّهنا إلى مجمع الزبلطاني في دمشق وهو مجمع يضم مئات المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة والمتخصصة بالصناعات النسيجية من ألبسة وتريكو وجوارب، ودخلنا عدة معامل هناك لنستفسر عن مدى معرفة العمال بنقاباتهم المفترضة، ومدى اهتمامهم بالمؤتمرات ونتائجها، وصراحة القول بأننا لم نفاجأ بما وصلنا إليه من حديث العمال وتساؤلاتهم، فهذا المجمع أساساً ورغم أنه يضم أكثر من ألف عامل نسيج لا يوجد به غرفة صغيرة تابعة للنقابات، أو حتى لافتة أو لوحة إعلانات نقابية أو أي أثر يدل على وجودها أو وجود أحد لجانها أو أعضائها، وكأن المجمع الصناعي ليس بمجمع صناعي ولا النقابات نقابات.
بعد لقائنا بعشرات العمال والعاملات وصلنا إلى نتيجة مفادها بأن أكثر من 95% من العمال الذين قابلناهم لم يسمعوا بالنقابات لا من قريب ولا من بعيد، وكان السؤال الأكثر شيوعاً «شو يعني نقابات؟» في حين جاء في المرتبة الثانية « ليش نحنا عنا نقابات؟» أما الأسئلة الأخرى فكانت «شو تعمل هي النقابات؟ شو نستفيد منها» وهلم جرا، في حين أن بعض العمال أجابونا بأنهم يعلمون بالنقابات وبأنهم زاروها لإصدار شهادات مهنية والبعض لإصدار هويات نقابية من أجل الحواجز، وبذلك لم ننجح بالوصول إلى استطلاع رأي العمال بنقابتهم ومؤتمراتها التي من المفترض أنها تمثلهم، وكأن هذا المبنى الكبير في ساحة المحافظة بطوابقه ومكاتبه واستثماراته الرابحة، مغترب عن عمّاله بقدر اغتراب العمال عنه، وليس من الصائب انتظار العمال كي يأتوا للنقابات وهم لا يعلمون بها، بل إن واجب النقابات أن تكون حاضرة أينما حضروا وهي المعنية بذلك، لتستعيد دورها وترتقي بعملها وتمثل العمال ومعاناتهم ونضالاتهم، ولا معنى لوجودها إن لم تكن كذلك.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1058