في ظل الفقر... بدائل من خطر
صحنايا- مراسل قاسيون صحنايا- مراسل قاسيون

في ظل الفقر... بدائل من خطر

تشهد منطقة صحنايا في الآونة الأخيرة إقبالاً ملحوظاً على شراء فضلات القماش الخارجة من معامل الخياطة مما أدى إلى ارتفاع أسعارها كذلك، ولن نجد صعوبة في رصد هذه الظاهرة حيث يمكننا أن نرى بشكل يومي مجاميع الأطفال وهم يجرّون الأكياس الكبيرة المليئة بفضلات القماش على العربات بدائية الصنع وكذلك النساء اللواتي يقصدن المعامل بأكياسهن الكبيرة كي يحصلن على ما يتوفر لهم من قصاصات القماش والخيوط ويبدو أن لهذا السلوك الموسمي أسباباً موضوعية تتعلق بشتاء ليس كغيره من الشتاءات.

تختلف استعدادات الطبقة العاملة على تأمين مواد التدفئة لموسم الشتاء القادم عن غيرها، كيف لا وهي الموعودة بأقسى شتاءاتها على الإطلاق، ليس لأن التنبؤات الجوية أو تقارير المناخ تقول ذلك بل لأن أدوات المواجهة تآكلت بتوحش فاضح حيث لم يتبقّ منها سوى 50 ليتراً من المازوت الحكومي خفيف الدعم و المجدول على البطاقة الذكية، هذا إن كان من الصالحين ووصلت الرسالة في موعدها المناسب إضافة إلى بضع ساعات من التيار الكهربائي المقنن الذي ستزداد ندرته مع دخول الشتاء لذروته المعتادة ناهيك عن خروج الغاز المنزلي من هذه المعادلة نهائياً منذ وقت ليس بقريب.

انعدام الحلول والحقوق

في ظل هذا يلجأ العاملون في معامل الخياطة وذووهم لاستجرار ما أمكن من فضلات القماش من المعامل التي يعملون بها أو المتواجدة بكثرة في صحنايا وأشرفيتها ويتراوح سعر الكيلو الواحد منها 100 ليرة سورية لتكون وقود مدافئهم كونهم غير قادرين على تشغيلها بالطرق التقليدية عن طريق المازوت أو الحطب فلا قدرة لهؤلاء على تحمل تكاليف المازوت المباع في السوق السوداء الذي ارتفع سعره لأكثر من 3500 لليتر الواحد وما زال مستمراً بالارتفاع ولا على السعر المجنون للحطب فحسب الأسعار الحالية في السوق يتراوح سعر طن الحطب بين 400 ألف و800 ألف حسب نوعه فيما وصل سعر طن التفل إلى حدود النصف مليون ليرة وهذا ما لا طاقة لعامل بأجره الممسوخ على حمله.
ربما وجد العمال ضالتهم بمثل هذه المواد التي ستزودهم بقليل من الدفء رغم انعكاساتها على صحتهم وصحة أولادهم التي يعرفونها بشكل جدّي لكنهم غير مستعدين في حالتهم هذه لأخذها بعين الاعتبار، بل يتغاضون عن أضرارها الكبرى مجازفين بسلامتهم تحت- مقولة الكحل أحسن من العمى- ولو توفرت الوسائل الأخرى التي تندرج تحت الحدود الدنيا للحياة لما خاطروا بهذا القدر من الخطورة وكما يبدو فان الجهات الحكومية المسؤولة غير مبالية بأساليب التدفئة التي يجبر المواطن على استخدامها كل شتاء ولا على مجمل أضرارها الصحية عليه، بل ما زالت تحابي تلك الفئات النخبوية المنعمة والمحتكرة للثروات والدفء

معلومات إضافية

العدد رقم:
1045