«عبودية واستغلال»! الأطفال السوريون في تركيا
عادل ياسين عادل ياسين

«عبودية واستغلال»! الأطفال السوريون في تركيا

التقرير الصحفي الذي قدمته ال bbc حول عمالة الأطفال السوريين في تركيا من خلال الصحفي «دارا ماك لبنتاير» الذي كشف من خلاله الواقع البائس لهؤلاء الأطفال، الذين دفعت بهم وبأهليهم ظروف الحرب في وطنهم للقبول بالواقع المرير الذي يعيشونه ويتعايشون معه مرغمين، لأنَّ الخيارات التي وضعوا بها هي خيارات إما الموت أو القبول بما هو أرحم من الموت ولو قليلاً.

الاستغلال معمم
الاستثمار في عمالة الأطفال ليس في تركيا وحدها، بل أينما يذهب المهجر السوري، يعني هو موضع استغلال بسبب حاجته للنجاة من الموت جوعاً، أو النجاة من طريقة أخرى تودي بحياته وأطفاله، كما يحدث منذ بدأت الحرب المجنونة التي دفع فاتورتها الكبرى أصحاب «اللحم الرخيص» الفقراء من هذا الشعب العظيم الذي سينهض من جديد ليقول: إننا باقون على هذه الأرض.
الأمم المتحدة لا حول ولا قوة!
واقع عمالة الأطفال رصدتها تقارير الأمم المتحدة، وقالت: أنّ هناك ملايين من الأطفال واقعين تحت نير الاستغلال والعبودية، ولكنها أي: الأمم المتحدة توصِّف الحال الذي وصل إليه الأطفال، وهي محكومة في قدرتها على تقديم ما يرفع الظلم عنهم للداعمين الأساسيين، والداعمون الأساسيون المتحكمون ببرامجها وخطط عملها، هم من أوصلوا شعوبنا إلى ما هي عليه الآن من ويلات وعذابات، فكيف ستستطيع الأمم المتحدة بمؤسساتها الراعية لمراكز اللجوء في أنحاء مختلفة من تقديم ما يلزم في أن الأطفال خاصةً كي لا يتعرضون لما هو قاتل لطفولتهم.
الbbc ترصد
الصحفي البريطاني الذي قدم التقرير يقول: إن الشيء الوحيد الممكن تقديمه كمساعدة للأطفال «العبيد» هو الدعوة لمقاطعة المنتجات المشغلة للأطفال، ولكن هل هذه الدعوة ممكنة التحقيق؟ وهل ستكون آثارها فاعلة في ردع الشركات عن استغلال الأطفال، والتي تحقق أرباحاً كبيرة من خلال تشغيلهم؟ باعتبار أن تكلفة عملهم تساوي رقماً لا يعتد به بالحساب الاقتصادي لهذه الشركات العملاقة، التي تتحكم في أسواق الألبسة من حيث كميات الإنتاج والتسويق وخلافه.
متعهدون لتشغيل الأطفال!
الشركات العاملة في السوق التركية تستخدم متعهدين لجلب الأطفال من أجل تشغيلهم في الأقبية التي تنعدم فيها أية شروط صحية من المفترض توفرها في المنشآت الصناعية حيث يشغل الأطفال في عمليات كيِّ الألبسة التي يتعرضون فيها لدرجات حرارة لا تطيقها أجساد الأطفال الغضة، الذين تتراوح أعمارهم بين السبع سنوات وخمسة عشر عاماً، والأنكى من هذا أنّ ساعات العمل تكون طويلة، كما تحدث التقرير: وهو أثنتا عشرة ساعة من العمل المجهد المتواصل، والأجرة المقررة لهكذا عمل هي أقل من جنيه استرليني كما ذكر الصحفي البريطاني في تقريره.
أجور عادلة وحقوق متساوية!
إن حل مشكلة عمالة الأطفال السوريين ليست معزولة عن الحل السياسي الشامل الذي ينشده الشعب السوري، ويسعى إليه كي ما يعود الملايين ممن اضطروا لمغادرة مناطقهم بسبب الحرب، ولكنْ هناك عمل لابد أن يُعمل لحين اقتراب الحل الحقيقي، الذي يؤمّن العودة والخلاص من اللجوء القسري، وهو: العمل مع النقابات العمالية في بلدان اللجوء، لتأمين حقوق وحياة العمال السوريين وفق القوانين في تلك البلدان، وخاصة لجهة حصولهم على أجور عادلة وحقوق متساوية مع العمال المحلين، وهذا الواقع تنص علية شرعة حقوق الإنسان وحقوق اللاجئين في بلدان اللجوء، بضرورة مساواتهم بالعمال في بلدان اللجوء، وهنا فإن النقابات السورية تتحمل مسؤولية التواصل مع النقابات التركية وخاصةً اليسارية منها، من أجل الرعاية والدفاع عن حقوق العمال السوريين، ومن بينهم الأطفال العاملون في ظروف عمل غير إنسانية لا تتناسب مع قدراتهم الجسمية، ويتعرضون فيها لأبشع حالات الاستغلال، كما هو الحال ليس في تركيا فقط بل في مناطق اللجوء كلها وحتى في داخل الوطن، الأطفال مهانون ويعملون ويستغَلّون في كل شيء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
817