من بابها لمحرابها

- مر الشهر الرابع والشركة لم تدفع لنا رواتبنا. علق احدهم:
- الشركة تخسر بسبب سوء الإدارة. قال آخر:
- لجنة المشتريات تتلاعب بالفواتير. عقب غيره:
-  يشغل البعض آلات الشركة لحسابه (براني). تدخل أحدهم موضحاً:
- بل يشغل مدير الشركة آلاتها... (فزعة) لتنفيذ مشاريع قريبه المتعهد. صاح أحدهم:
- عدوا (قولوا) الصحيح ياجماعة.. كل هاالسرقات الصغيرة ماإلها تأثير على الشركة... العبرة بالسرقات الكبيرة.. قال معلم المدرسة:
- خسارة الشركة خسارة لكل الناس الفقراء، لأنها تابعة للقطاع العام، الذي يرفد خزينة الدولة بالسيولة، وبها تبنى المشاريع الإنمائية، التي تخلق فرص عمل جديدة للعاطلين، وتدعم المواد التموينية مثل الخبز والسكر والرز.. لكن كيف السبيل لإنهاض الشركة على قدميها، لست أدري.
- تدخل العم عامر، وهو بعثي منذ أكثر من نصف قرن، أقعده المرض:
- الأستاذ يحجي الصحيح.. وأنا أخاف هاالخسارات للقطاع العام، مقصودة... نتيجتها يبيعونها للقطاع الخاص وهذا خطر يهدد اقتصادنا..
- كان العم حمدان يتابع النقاش بكل جوارحه، وهو شيخ جليل يتميز بالحنكة وخفة الدم. قال للحاضرين:
- أعطوني الدور.. أريد أحجي.
- الصمت خيم على المضافة، وإليه شخصت الأبصار، .....:
- قبل كل شيء أسألكم، إش يملك المدير؟!
- أيو...و..وززعنده فيلات وشاليهات وسيارات ودولارات بره...

قاطعه العم حمدان:

- بس.. بس حلها عندي. سأله مجاوره:
- أشلون تحلها،و الأستاذ عجز عنها؟!
- بها العقال.. تعجب الجميع:

هه.. اشلون؟! فقال مفسراً:

- اجضعوه لي، وارفعوا رجليه.. واظل اضربو بالعقال حتى يعترف.. واصادر كل املاكو.. والحرامية المعاه... وابيعها وأرد الفلوس للشركة، وأشوف واحد أمين وشريف يديرها..

علق أحدهم:

- وين تلاقيه؟! عقب متخابث:
- يشوف واحد اسمه أمين أو شريف..

ضج الحاضرون بالضحك. فرد عليهم:
- الدنيا ما تخلى.. إن خليت بليت

عقب أحد الحاضرين:
- حسبتك فارغة ياعم حمدان...ما تمشي.. ربع المدير رفاقه فوق ما يقبلون... إن سكتوا يجيهم الدور.

فرد العم حمدان بأسلوبه الساخر:
- أصبح قول.... (متماسكة) من بابها لمحرابها.