عبير عبيد عبير عبيد

رجال الإطفاء... دون أية امتيازات

يلقى رجل الإطفاء في جميع الدول العالم كل الاهتمام والتكريم، فهو الرجل الذي ينذر روحه وجسده لإنقاذ الأرواح والممتلكات العامة والخاصة التي قد تتعرض للحرائق والكوارث، في السلم والحرب على حد سواء. في حين يعامل رجل الإطفاء في بلادنا باستهتار واهمال كبيرين، فهو لا يتمتع بأية امتيازات أو حقوق تتناسب مع أهمية وخطورة الواجب الذي يؤديه.

فدوام رجل الإطفاء يبلغ 24 ساعة، ويرتاح لمدة 48 ساعة، وللوهلة الأولى قد يبدو للبعض بأنه يداوم 10 أيام في الشهر، ويرتاح 20 يوماً، ولكن في الحقيقة، إذا حسبنا عدد ساعات عمله الفعلية نجد أنها تبلغ 240 ساعة في الشهر، في حين أن عدد ساعات دوام الموظف العادي تبلغ 176 ساعة في الشهر، من هنا يتبين بأن رجل الإطفاء يزيد دوامه عن دوام أي موظف إداري بحوالي 70 إلى 80 ساعة عمل في الشهر.

بعد كل ما تقدم ألا يستحق رجال الإطفاء بأن يستفيدوا من بعض الميزات، كصرف تعويض طبيعة عمل معقول لهم؟ إذ أن تعويض طبيعة عمل الإطفائي يبلغ 3% من الراتب، وهي نسبة ضئيلة إذا قارنَّاها مع تعويضات بعض أصحاب المهن الشاقة الأخرى، مثل عمال النظافة الذين يقبضون نسبة 100% من الراتب كتعويض طبيعة عمل.

ومن المطالب المشروعة أيضاً لرجال الإطفاء: الحصول على الوجبة الغذائية الداعمة (بيض وحليب) لكثرة ما يتعرضون له من سموم ودخان وأبخره أثناء الحرائق، ورفع قيمة بدل الطعام من 75 إلى 150ل.س للمناوبة الواحدة، وجعل عائلات رجال الإطفاء تستفيد من جديد من خدمات الطبابة، إذ كان أبناء هذه العائلات سابقاً يتلقَّون العلاج في مشفى الهلال الأحمر، ولسبب نجهله امتنع المشفى عن استقبالهم، وبالنسبة لرجال الإطفاء الذين لقوا حتفهم أثناء تأدية الواجب، فمن حق أبنائهم أن يعاملوا معاملة أبناء الشهداء.

والمطلوب من الجهات المعنية وأصحاب الضمائر الحية هو القيام بواجبهم تجاه رجل الإطفاء، وإنصافه في البعض من حقوقه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
386
آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون1/ديسمبر 2016 16:44