رسالة مفتوحة إلى رئيس مجلس  مدينة القامشلي ثمة مدينة في الألفية الثالثة تحت جنح الظلام...!؟

السيد رئيس مجلس مدينة القامشلي ....!

أكتب إليك هنا، رسالة مفتوحة وليس معروضاً يحتاج إلى أيّ طابع، وأتمنّى أن تخصّص جزءاً من وقتك لقراءته، مع أنّي على علم بأنك شخصياً لا تكترث بمطالب المدينة، رغم أنك، وسائر أعضاء المجلس الكريم، لم تأتوا - كما يفترض - من أجل أي نوع من الاستعراض الشخصيّ، بل من أجل خدمة أبناء هذه المدينة!

لا أريد أن أفتح أيّ ملف غير محبّذ هنا، فمن المعروف أن أغلب رؤساء المجالس المتعاقبين على هذه المجلس يذكرهم أبناء المدينة، كلّ بأخطائهم، وكثيرون منهم أخذ ما أخذ، ولكن، كل من سبقك، حتى وإن سرق كثيراً، حاول أن يجعل المدينة تبدو وكأنها تستحمّ في الأضواء ليلاً، ما دام أن اسم القامشلي هو باريس الصغرى، منذ أن خطط المساح الإيطالي خرلمبو شوارعها ...

تفضل، سيادة رئيس المجلس، وتجول بسيارتك ليلاً في شوارع المدينة كي ترى بأم عينيك أن ظلاماً دامساً تعيشه المدينة في عهدك الميمون، أو يعقل أن هناك شارعاً كاملاً ليس فيه أي مصباح إنارة؟!

المواطن يتقدّم بطلب رسمي إلى دائرة البلدية، يعلمكم  فيه أن هناك حاجة إلى  تركيب مصباح كهربائي أمام منزله، وبعد سلسلة من التواقيع والتنقل بين مقرّ مجلس البلدية ودائرة الإنارة، وتكبّده عناء استئجار سيارة للكشف، ينام الطلب في الدرج عدة سنوات، لدرجة أن مسؤول الإنارة يقول علناً: إن رئيس المجلس قد أتلف الطلبات المتقادمة والتي تعود إلى ولاية المجلس السابق، دون أن يتم ّالبتّ في الطلبات الحالية، إلا من أوتي من الحظّ كثيراً، وأبناء المدينة يذكرون رئيس بلدية قديم تعاقب على رئاسة المجلس لأكثر من دورة  قال صراحة ذات مرة: أنا أخذت ما يكفي يا أبناء المدينة فانتخبوني، إن يأتكم واحد جديد، بالتأكيد سيأخذ ويبدأ من الصفر!

لكن ضمن لعبة - صراع الواسطات - جاء غيره، وليس من مهمتي هنا أن أقوم بنبش الملفات، لأن ذلك من مهمة غيري، ولكن كلّ ما أعرفه، أنه عندما لا يحصل المواطن على حقوقه في الخدمات، ويحصل بالمقابل هدر للميزانية، إذاً فهناك فساد!!

لاتوجد (سلة).. لاتوجد مصابيح..لاتوجد ميزانية .. مديرية الإنارة تتعامل مع أبناء المدينة على مبدأ - الخياروالفقوس - إذ أن هناك أحياء محظوظة، تكاد لا توجد في شوارعها لمبة معطوبة، مع أن الشارع العام  الممتد مابين منطقة السبع بحرات ومفرق عامودا، يعيش منذ أكثر من سنتين في حالة شبه مظلمة، بل وهناك مواطن يقول إن اللمبة الموجودة أمام منزله يعود تاريخ عطبها للألفية الثانية، وهذا لا يعفيك مع أنه يدين سواك أيضا .

أعتقد أنك كنت تتوقع أن أقول أكثر مما قلته هنا، وأسألك : من كان واسطتك، وأية كفاءات استثنائية جاءت بك إلى ميدان عمل لا خبرة لك به، لكن لا علاقة لي هنا بكل هذه الأمور...!

أؤكد لك يا سيادة رئيس المجلس أن المجلس البلديّ الناجح هو الذي يبحث موظفوه ليلاً عن أي مصباح معطوب في مدينتهم، بغيرية عالية، ليستبدلوه بآخر، لا أن ينام على طلبات المواطنين الذين يطلبون إنارة شوارعهم سنوات كي يستاهل أن يقال له: (....!)

 

■ أيهم اليوسف