الشيوعيون والحركة الطلابية السورية

تطور عمل الشيوعيين في الحركة الطلابية منذ أوائل الخمسينيات، وأسس الشيوعيون أول اتحاد طلابي؛ وهو اتحاد الطلاب الجمهوريين الذي أصبح عضواً في اتحاد الطلاب العالمي وممثلاً في مكتبه التنفيذي. عقد اتحاد الطلاب أول مؤتمر له عام 1953، والمؤتمر الثاني عام 1954، وشارك في نضال الشعب ضد الأحلاف الاستعمارية والديكتاتوريات العسكرية، كما شارك الاتحاد في المهرجانات العالمية للشباب والطلاب في برلين 1951 ووراسو 1955 وموسكو 1957 وغيرها، وطرح برنامجه النقابي عام 1955.
في أيام الوحدة السورية المصرية تم حل الاتحاد، وملاحقة أعضائه حتى تفكك هيكله التنظيمي، وبقي الحزب يقود اتحاد الطلاب السوريين في الخارج قوامه الطلاب الذين يدرسون في البلدان الاشتراكية وفرنسا وبلدان أخرى، وشمل عمله أكثر من 35 بلداً. وعند إعلان الاتحاد الوطني لطلبة سورية كمنظمة وحيدة للطلاب السوريين عام 1964 رفع الحزب الشيوعي شعار النضال من أجل وحدة الحركة الطلابية السورية على أسس ديمقراطية وتم دمج التنظيمين الطلابيين عام 1970.
بعد توقيع ميثاق الجبهة عام 1972 كان من بنوده منع العمل السياسي بين الطلاب، وحظر على الحزب العمل في هذا القطاع الحيوي من المجتمع؛ لكن الحزب كان ينشط بين حين وآخر بين الطلاب، وكان يوجد في برنامجه قضايا الشبيبة الطلابية باستمرار.
تراجع دور الحركة الطلابية السورية تدريجياً منذ نهاية الخمسينيات، وأصبحت واقعاً شكلياً منذ نهاية السبعينيات بتأثير التراجع العام للحركة السياسية في البلاد بسبب عوامل داخلية وخارجية، وفقد الطلاب بذلك الصوت المدافع عنهم، وهو التنظيم النقابي الطلابي المستقل، واختفى العمل السياسي والعمل النقابي الحقيقي عن الجامعات حتى الآن.
كما كان الحزب ينشط في الهيئات الطلابية التي كان يتم تكوينها في الثانويات ويخوض المعارك الانتخابية باستمرار لكن حل هذه الهيئات بشكل نهائي نهاية السبعينيات حال دون استمرار هذا الدور.