في الاجتماع الدولي لعمال البناء. بحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وتأثيرها على العمال في قطاع البناء

في الاجتماع الدولي لعمال البناء. بحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وتأثيرها على العمال في قطاع البناء

عقد الاتحاد المهني العالمي لنقابات عمال البناء والأخشاب ونظيره السوري اجتماعاً حول «التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وتأثيرها على العمال في قطاع البناء» لما له من أهمية راهنة لتبادل وجهات النظر بين النقابيين ممثلي النقابات العمالية الكفاحية من قطاعات البناء والأخشاب في الشرق الأوسط ومنطقة شرق المتوسط حول قضايا الحاضر وآفاق وسبل الكفاح النقابي في مواجهة آثار الأزمة الاقتصادية ذات الطابع البنيوي للنظام الرأسمالي ومنعكساتها على حقوق ومكتسبات العمال واشتداد عدوانية الامبريالية الأمريكية وحلفائها في المراكز الامبريالية في هذه الظروف ومحاولات تحميل عمال مختلف البلدان وشعوب العالم فاتورة الأزمة وثمن الخروج منها.

الأزمة الرأسمالية العالمية

أكد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية أن أزمة الرأسمالية العالمية التي بدأت عام 2008، وكان سببها السياسات الاستعمارية المتوحشة للولايات المتحدة الأمريكية، قد أدت إلى شن العديد من الحروب واستنزفت الاقتصاد العالمي، وما يجري الآن من محاولات لرفع سقف المديونية الأمريكية لأكثر من 14 تريليون، يجعلنا ندرك المأزق الدولي وانعكاسه على العمال في شتى أصقاع العالم.

وقال عزوز إننا في الحركة النقابية العالمية نواجه منعطفا خطيرا بدأت بوادره بسقوط الاتحاد السوفييتي وطرح شعار التعددية النقابية التي تهدف إلى تفتيت النقابات القطرية لتسهيل دخول الشركات المتعددة الجنسية إلى الأوطان ونهب خيرات شعوبها مؤكدا أهمية التمسك بالوحدة النقابية بما يضمن صون حقوق العمال وحماية مكتسباتهم.

بدوره رجب معتوق الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أكد أن الأزمة التي تمر بها الرأسمالية العالمية وانعكاساتها الخطيرة على المنطقة العربية لجهة شن الحروب بغية السيطرة على الثروات واستغلال المقدرات، مؤكداً أن ما تمر به المنطقة من أزمات انعكس سلباً على واقع العمال الاجتماعي في هذه الدول حيث ارتفعت خسائر القطاع الاقتصادي وخاصة قطاع السياحة وارتفعت نسب الفقر والبطالة. ‏

وقال خالد الخضر رئيس الاتحاد المهني لعمال البناء والأخشاب إن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في وقت تتبلور فيه بشكل صارخ تبعات عولمة الليبرالية الجديدة متخذة شكل أزمات شاملة وانهيارات اقتصادية وإفلاس لدول، الأمر الذي يدفع ثمنه عمال وشعوب العالم، ومن ضمنها وفي مقدمتها أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، حيث البطالة إلى تفاقم متواصل، والإفقار يتزايد في كل ساعة .

وأشار الخضر إلى تصاعد  الهجمة الشرسة على الحقوق والحريات والضمانات والمكتسبات الاجتماعية في مسعى جديد من قوى عولمة الرأسمالية المتوحشة لتحميل الشعوب تبعات نهج مدمر استغلالي لم ولن يخدم إلا طواغيت الرأسمالية والمضاربين.

 

قوى احتكارية ودول امبريالية

وأكد باتيس باسولاس رئيس اتحاد عمال البناء والمهن التابعة في اليونان على ضرورة تهيئة الطبقة العاملة بشأن التطورات الجارية في المنطقة، ولاسيما أنها تمر بفترة حرجة من احتدام عدوانية الامبريالية وتفاقم نزاعاتها وتناحراتها التي تخلق وضعاً خطيراً للغاية في المنطق، موضحاً أن منطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمنطقة بالأشمل مع دول الخليج العربي، والبلقان ومنطقة بحر قزوين تعتبر ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لاحتوائها على احتياطات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي وطرق مهمة للطاقة، وقنوات بحرية رئيسية يجري استغلالها سلفاً من مجموعات اقتصادية احتكارية ودول امبريالية وإقليمية كبيرة تتنافس وتتسابق للسيطرة عليها واستغلال ثرواتها. يذكر أن «قاسيون» أجرت لقاءً معه سينشر لاحقاً. ‏

من جهته قال سوكانتا كونار عضو اتحاد عمال بناء الهند إن استهداف سورية من قوى الامبريالية والرأسمالية العالمية يهدف إلى الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي والنيل من دورها المعادي لسياسات هذه القوى، مبيناً أن موقع سورية الجغرافي أمن لها علاقات تجارية كبرى مع روسيا والصين والهند وأن عمال سورية هم الأكثر تضرراً بسبب هذه السياسات الاستفزازية وغير الأخلاقية. ‏

وأشار كونار إلى أن الرأسمالية العالمية اتخذت من افتعال الاضطرابات والأزمات في بعض الدول مخرجاً للأزمة العصيبة التي تمر بها عن طريق السعي إلى السيطرة على مصادر النفط والطاقة واستغلال المواقع الجغرافية الاستراتيجية. ‏

بيان ختامي

وأكد الاجتماع في ختام أعماله على تعزيز التنسيق والعمل المشترك والتضامن العمالي من أجل زيادة قدرة الحركة النقابية وتدعيم نضالات العمال والشعوب ضد المستعمرين ورأس المال للحفاظ على الحقوق والسيادة الوطنية، ووضع حد لنهب الثروات والاحتلال ولدعم النضال الوطني التحرري الذي تخوضه شعوب المنطقة، ومنها الشعب العربي السوري في مجابهة التدخلات والإخضاع والحرب الامبريالية.

كما أكد البيان على دعم نضالات عمال وشعب فلسطين وقضاياه العادلة والمشروعة من أجل إنهاء الاحتلال ونيل الحقوق الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق العودة وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وحيا البيان المقاومة الوطنية العراقية التي ألحقت الهزيمة بالمحتلين وأرغمت قوات الاحتلال على الانسحاب من العراق مؤكدا على أهمية دعم نضالات عمال اليونان في مواجهة سياسات رسمية تلقي بكامل أعباء الأزمة على العمال.