بصراحة: المقاومة الشعبية والاستقلال الوطني

بصراحة: المقاومة الشعبية والاستقلال الوطني

أيام قليلة تفصلنا عن يوم الاستقلال والخلاص من الاستعمار الفرنسي المباشر الذي جثم على صدر الشعب السوري لربع قرن عمل خلالها على إيجاد مرتكزات تضمن له استمرار البقاء مستفيداً من القوى التي لها مصلحه في استمرار وجوده، وهذه القوى هي التي استقبلته، وجرت عربة «غورو» قائد الحملة العسكرية لاحتلال سورية عوضاً عن البغال التي كانت تجر العربة، وهذا الأمر هو رسالة مباشرة للمستعمر بأن هناك قوى تقبل به، وشريكة له في نهبه لمقدرات الشعب السوري، الذي رفض الرساله التي حملها الخونة للمستعمر من اللحظة الأولى التي وطأت بها أقدام المحتل من خلال الموقف الذي أعلنه الوطنيون الرافضون للمستعمر وأتباعه من خلال المقاومة، وخوض المعركة التي لم تكن متكافئة من الناحية العسكرية،

وهذا الأمر كان يعلمه القادة الوطنيون في مقدمتهم القائد الوطني يوسف العظمة الذي خرج لقتال العدو المستعمر مع مجموعة من المقاتلين الذين كانوا يملكون ما لا يملكه العدو وهو إرادة القتال وإرادة الدفاع عن الوطن حتى لو كان الأمر يتطلب التضحية من أجل الوطن، لم يكن موقفه هذا مغامراً أبداً، بل كان أمام ناظريه قضية كبرى وهي أن لا يسمح للعدو بالمرور دون مقاومة تؤسس لمقاومة أوسع وأعمق يخوضها الشعب السوري بكل قواه الشعبية والسياسية، وهذا ما أكدته الأيام التالية لدخول المستعمر، حيث خاض الشعب السوري حرباً، ومقاومةً باسلةً شارك فيها العمال والفلاحون، والبرجوازية الوطنية استخدمت فيها كل الأشكال الكفاحية المسلحة وغير المسلحة منها الإضرابات والمظاهرات التي عمت المدن والقرى السورية من أقصاها إلى أقصاها حتى تم الجلاء ومغادرة المحتل دون رجعة. 

إن معارك الجلاء وخروج المحتل عبر المقاومة الشعبية المتنوعة في طرقها وأشكالها التي ابتدعها الشعب السوري العظيم هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها مقاومة العدو الصهيوني، والمقاومة ليست شعاراً، بل هي فعل حقيقي على الأرض مرتبط بتحقيق جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعزز الوحدة الوطنية، يأتي في مقدمتها تحقيق مستوى عال من الحريات السياسية والديمقراطية، وتأمين العدالة الاجتماعية من خلال إعادة توزيع الثروة لمصلحة أغلبية الشعب السوري الذي سيكون على عاتقة تحرير الأراض السورية المحتلة عبر المقاومة الشعبية الشاملة.

عاش شعبنا السوري العظيم..