من الأرشيف العمالي : نعتذر ونأسف

من الأرشيف العمالي : نعتذر ونأسف

إن الذين ناضلوا من أجل مصالح العمال والفلاحين والجماهير الشعبية الكادحة من أجل حياة أفضل, وفي سبيل الديمقراطية, الذين كرسوا جزءاً كبيراً من حياتهم ومن جهودهم في سبيل قضية الحزب والوطن, من أجل أن تبقى سورية حرة مستقلة ومنيعة

وهي كذلك رغم جميع المؤامرات والدسائس والمشاريع المشبوهة والسياسات المبيتة. قدموا ما ليس ينسى ونعتقد أن المبادئ والقيم التي حملوها وعملوا على نشرها ما زالت حيةً, وسوف تنتصر في نهاية الأمر, رغم الهزائم والنكسات التي ألمت بها, ولتعود من جديد بشكل خلاق مستفيدة من جميع الأخطاء التي وقعت. ومن لا يريد أن يستفيد من تجارب ودروس الماضي بإيجابياته وسلبياته سوف يدفع الثمن غالياً, والمشكلة أنه سوف يدفعه هو وغيره.

لقد كتب بعض الشيوعيين الألمان على قاعدة تمثال ماركس بعد الانهيار مامعناه (نعتذر ونأسف لما جرى, وفي المرة القادمة سوف نكون أحسن).

إن عدونا الطبقي الآن, وفي كل مكان أكثر شراسة ووقاحة, وهو أكثر وأكبر إمكانية, وهذا يستدعي من جميع الشيوعيين ومن جميع الثوريين في العالم فهماً أكثر وتمثلاً أوسع للنظرية  وللواقع في حركته وتطوره. وبوادر ذلك موجودة في كل مكان حتى في عقر دار الامبريالية الأمريكية, ولكنه يحتاج إلى تنظيم أفضل وفعالية أكبر.

إن السياسة السورية الوطنية ستكون أقوى وأمتن بتلبية مطالب الجماهيرالشعبية الكادحة, وبخاصة قضية ربط الأجور بالأسعار وإعادة النظر بالحد الأدنى للأجور ليتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة التي ترتفع باستمرار, ولم يعد مقبولاً ولا معقولاً هذا التدني في أجور العاملين بأجر في الوقت الذي تقوم به البرجوازية البيرقراطية والطفيلية  بنهب الدولة والشعب وتكدس ثروات هائلة على حساب لقمة الجماهير الشعبية وعلى حساب القاعدة الاقتصادية الموجودة التي يجري تخريبها باستمرار من أجل إنهائها, إنهاء القطاع العام ومؤسساته. والقوى الرجعية صعدت من هجومها, وصدرت عدة مراسيم وقرارات تخدم مصالحها سواءً فيما يتعلق بسوق الأسهم أو الشركات القابضة أو المصارف الخاصة وتحت حجة الإصلاح الاقتصادي وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني. إن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي ممكن بتطوير التشريعات والقوانين والإدارة والضرائب وغيرها ليكون القطاع العام إلى جانب القطاعات الاقتصادية المنتجة الأخرى قطاعاً هاما يساهم في عملية التنمية والإنتاج.

نشد على أيدي جميع الكادحين بأدمغتهم وسواعدهم ونقول لهم: عشتم والنصر لنضالكم أيها المنتجون الشرفاء يا بناة الوطن وحماته.  

قاسيون العدد 146 نيسان 2001