عرض العناصر حسب علامة : الفلسفة

الحركة الفلسفية في الأندلس /1/

نشأت الفلسفة في المشرق من الطب والتنجيم لعناية الخلفاء بها، إذ كانوا يحتاجون إليها كثيراً، وكان بعضهم يؤمن بالتنجيم، وبما سيحدث في الكون، وكذلك كان الشأن في الأندلس والاشتغال بالطب والتنجيم يوصل إلى الفلسفة، فقد احتاج الخلفاء الأولون إلى أطباء يداونهم، والطب كما معروف يحتاج إلى معرفة النباتات وخصائصها والعقاقير وما إليها.

العقلية «الرثة» تتوسع.. على المتقدمين الحذر!

كانت النبوءات الماركسية المبكّرة لانحدار البشرية إلى البربرية والهمجية عبّرت عن نفسها من خلال الحرب كحالة تاريخية محددة وخاصة في مسار الرأسمالية، وإلى حد ما خلال الأزمات المتلاحقة. ولكن تحوّلها كمقولات نظرية إلى حالة ملموسة عامة حاضرة في وجود المجتمع الرأسمالي ككل سار جنباً إلى جنباً مع كل تطور جديد للرأسمالية، وتحديداً مرحلة عقود التخمة الليبرالية. وهذا ما عبّرت عنه الكتابات المبكرة للأدباء والمفكرين والشعراء الثوريين تحديداً، الذين تلمسوا مبكراً ملامح المرحلة. ويبدو أن التصدي لهذه الظاهرة يحتاج إلى تجذير جديد ونوعي للخطّ الصاعد.

متلازمات الشخصية الإنسانية في عصر الأزمة الشاملة

من المعلوم أن النظرة إلى العالم تتضمن فيها محددات العلاقة مع هذا العالم، أي هي التي ترسم معالم الممارسة. فالفلسفة في العلم مثلاً تتمثل في نهاية المطاف بالمنهجية التي يعبر فيها العلم عن نفسه في ميدان الممارسة والتعامل مع ظواهر الواقع. المنهجية في العلم إذاً هي شخصيّة العلم. بينما على المستوى الاجتماعي-الفردي فإن المنهجية تكتسي بملامح الشخصية الفردية التي تشكل إطار التقاء نظرة الفرد إلى العالم مع ظواهر هذا العالم، وتشكّل ممارسته. فالشخصية الإنسانية هي المنهجية بلبوس فضفاض. فكيف أثّرت الثقافة في العقود الماضية على الشخصية الإنسانية وصراعاتها؟

تقهقر وعدمية: مؤشرات ميدان الوعي على ضرورة القطع

أشار ماركس إلى أن الفكر الفلسفي اليوناني هو بمثابة مرحلة طفولة الوعي البشري، في محاولته التأريخ لتطور الفكر البشري(الفكر اليوناني هو مثال ضمن أمثلة أخرى كالفكر الفلسفي الشرقي). ومن حينها، والفكر يسير في عملية تطور معقدّة يتداخل فيها تيّارا المادية والمثالية في عملية تمايز بين الاثنين ضمن الفكر الواحد. وفي حين شكّل هيغل ذروة المثالية ضمن عملية التأمل الذاتي، شكّل ماركس قطعاً في عملية الفكر عبر إرساء نظرية معرفة ومنهجية وقوانين التفكير الموضوعي كعملية تاريخية متطوّرة. أين وصل تطور الوعي اليوم، وماذا يقدّم من مؤشرات عن طبيعة التناقض التي تفرض بحدة عملية القطع التاريخي؟

في قديم اليسار التقليدي و«الحديث» ومعاندة التاريخ

على الرغم من أن عملية الصراع الفكري ضمن الخط اليساري عامة (الماركسي الثوري تحديداً) لم تتطور في المرحلة الأخيرة لعدة أسباب، منها تسارع الحدث نفسه على وقع عمق الأزمة، ما سمح بتخطي العديد من القضايا المطروحة من قبل الواقع نفسه، فحُسم النقاش. ومنها أيضاً الضحالة الفكرية التي تطبع غالبيّة التنظيمات اليسارية التقليدية، أو ما تبقّى منها، ما لم يسمح أيضاً بإنضاج الحدود النظرية للصراع الفكري. فالصراع يتطلب نقيضين، وإذا ما كان أحدهما غير مؤهل للمعركة، تنتفي إمكانية المعركة نفسها، وهذا مؤسف حقاً، فبقاء المعركة تحت السّطح يؤخّر في حسمها ويميّعها. ولكن تبقى تأثيرات الخلفيات النظرية، أو قُلْ للدقة: التهويمات النظرية، حاضرة في ممارسة تلك القوى، وما يظهر من قوى جنينياً على أطراف الحركة الشعبية المتصاعدة.

خطوط تطور الفلسفة في الأندلس

يعيد بعض المؤرخين ودارسي التراث سبب قلة الفلاسفة في الأندلس إلى بعدها عن مركز الحضارة والفلسفة العربية الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى إلى سيادة التيارات المحافظة وهيمنتها. ويصح هذا القول من جهة كثرة الفلاسفة في الشرق وقلتهم في الأندلس، ولكن الفلسفة عاشت في الأندلس بطرق أخرى هرباً من قمع التيارات المحافظة، ولعل أبرز ميادينها هو: الشعر والأمثال الشعبية وغير ذلك، بالإضافة إلى ظهور بعض الفلاسفة والأعمال الفكرية الجيدة.

في تحوّلات جدلية التسارع والبطء

تكتسب عملية الصراع السياسي ملامحها من الاقتصاد السياسي للمرحلة التاريخية. وهذا قول بدهيّ. ولكن عند التماس مع إحداثيات هذه العملية على المستوى الممارسي، أي بعيداً عن التنظير العام، تنكشف ظواهر محددة تعطي للعملية الصراعية طابعاً محدداً، يمكن أن يغني التصور العام عن المرحلة، لا بل قد يغني التصور حول تطور الصراع السياسي في مختلف البنى الاجتماعية ضمن النظام العالمي ككل، حسب خصوصية تلك البنى. ومن هذه الظواهر هي قضية التسارع/ البطء الزمني في تشكّل الاستعداد للوعي والشخصية الثوريتين بالمعنى الفردي.

«الدماغ ليس عضواً بيولوجياً» مقابلة مع البروفسور كونستانتين أنوخين

أجرت صحيفة الشبيبة الشيوعية في موسكو (موسكوفيسكي كومسموليتس) مقابلة، في 6 تموز 2021، مع عالم البيولوجيا العصبية البروفسور كونستانتين أنوخين، حول المستجدات العلمية في فهم الوعي والذاكرة وعمل الدماغ. أنوخين هو عضو الأكاديمية الروسية للعلوم، مدير معهد الأبحاث المتقدمة للدماغ، جامعة لومونوسوف موسكو الحكومية، ورئيس مختبر البيولوجيا العصبية للذاكرة في معهد أبحاث علم وظائف الأعضاء الطبيعي، وقد كرّس أكثر من 30 عاماً لدراسة آليات الذاكرة والوعي– حاورته ناتاليا فيدينيفا، رئيسة تحرير القسم العلمي في الصحيفة المذكورة. وفيما يلي تعريب تلخيصي لأبرز ما ورد في هذه المقابلة.

كتاب جديد: «مقاربة ديالكتيكية للتنظيم الذاتي للمادّة وتطوّرِها المجهري والكبير»

تحت هذا العنوان نشرت دار De Gruyter الألمانية عام 2020 الطبعةَ الإنكليزية من كتاب عالِم الفيزياء التطبيقية وفيزياء المواد والموصلات الفائقة، البروفسور الماركسي كريستيان جوس (طبعته الألمانية 2017). ومن جوانبه المهمّة تبديد الأسطورة المُبتَذَلة التي يروّجها أنصار المثالية الفيزيائية والرياضية السائدة، ولا سيّما من جالية «الفيزياء النظرية»، ضدّ الماركسية كعلم، وادّعاءات كثير منهم بغياب مساهمات وإنجازات حديثة ومهمّة، عملياً ونظرياً، للعلماء الماركسيّين، وبأنّ الماركسية «عفا عليها الزمن». وكتاب جوس من المؤلّفات الحديثة القليلة التي تجرّأتْ على نقدٍ علمي وفلسفي، من مواقع المادية-الديالكتيكية، لأفكارٍ سائدة مثل: «الانفجار العظيم» والأخطاء المثالية لدى الأينشتاينية؛ مع إقرار جوس بأنّ انتقاد أينشتاين للمفاهيم القديمة عن «الأثير» احتوى على جانب محقّ بسبب الأخطاء الميتافيزيكية التي شابته، لكنّ أينشتاين أخطأ بدوره بـ«رمي المولود مع ماء الخَلاص القذر» وفق تعبير جوس، وشَطَبَ الأثيرَ من الفيزياء، وأحلّ مكانَه مثالياً «الخلاء عديم المادة». ويحاول جوس تطوير مفهوم جديد ديالكتيكي-مادي عن الأثير، يسمّيه «الأثير الكوانتي» ويعتبره ضرورياً لإيجاد الوحدة بين الحقول المختلفة (الكهرومغناطيسي، والجاذبية، والقوى النووية القوية والضعيفة، والأمواج المادية، وغيرها).

قضيّة الفلسفة اليوم بين التاريخي والسياسي

الفلسفة أو شمولية التجريد والتعميم هي بالنهاية قضية ترتبط بشكل وثيق بنظرية المعرفة، أي في انعكاس الواقع المادي في الوعي، بشكل مفاهيم وعلاقات. إنها إذاً مسألة تاريخية. فانعكاس الواقع المادي في الوعي، ليس انعكاساً مباشراً، بل تتوسّطه علاقة صاحب الوعي بالواقع. أي يتوسطه النشاط والممارسة التي تربط الفرد بالمجتمع. وظروف المرحلة الحاليّة تصبغ الفلسفة بملامح يجب التوقف عندها لما له من دور على الصراع السياسي عالمياً، أي قضية الوعي البشري عموماً.