هل غادر الشعراء من متردم؟

هل غادر الشعراء من متردم؟

ينتابني منذ فترة شعور غريب من الضيق والتململ كلما قرأت مقالة أو خاطرة صحفية تخوض في الأزمة السورية وجوانبها الإنسانية، وتلح علي في الوقت ذاته أسئلة محددة: ما الذي لم يُحك حتى الآن عن هذه الدوامة الطاحنة التي تعصف بنا؟ أين القصور أو النقص فيما تم قوله؟

 وما المشكلة بالضبط في هذا النوع من المواد الثقافية؟ كان أحد المواقع الالكترونية قد نشر منذ فترة خبراً مثيراً عن أعداد المقالات الصحفية التي نشرت حول الأزمة السورية وتم تداولها عبر (النت)، وكان لافتاً الأرقام الفلكية المرعبة التي وصلنا إليها. ومن الممكن اليوم أن نفهم أسباب هذه السخونة في الجبهة الإعلامية – السياسية فحجم التعقيد في الأزمة السورية وطبيعتها المركبة إضافة إلى مستويات التدخل الخارجي غير المسبوقة، وعلى أرضية التحولات الكبرى التي يشهدها العالم، كل هذه العوامل وغيرها ربما ستبقي النقاش والسجال حول الأزمة السورية حاراً ومفتوحاً لفترة طويلة من الزمن. لكن وبعيداً عن الخوض في الجزء السياسي من الأزمة وتحديداً في نقاش الجانب الإنساني منها، كيف عبّر الصحفيون والكتاب بأقلامهم عن هذا الجانب؟ يستطيع المتابع الجيد للصحافة المكتوبة أن يسجل هنا عدة ملاحظات بدءاً من استغلال الجانب الإنساني وتوظيفه سياسياً، وصولاً إلى ما بتنا نلاحظه في الآونة الأخيرة من تكرار ممل للأفكار والصور الأدبية..!! يصل أحياناً إلى درجة الإشباع والابتذال، فأين هي المشكلة يا ترى؟ لماذا هذا القصور عن إنتاج الأفكار المتجددة؟ وهل انتهى الكلام و (خلص الحكي) حقاً؟

ملاحظة: الصورة المرفقة بالمقال لوحة بريشة الفنان الإيراني مرتضى كاتوزيان.

آخر تعديل على الإثنين, 24 حزيران/يونيو 2013 17:56