معركة غزة.. ورقة عباد الشمس

معركة غزة.. ورقة عباد الشمس

إذا كانت الحروب تظهر الوجوه الحقيقية للبشر فإن معركة غزة اليوم أظهرت الوجوه والقلوب ومعادن الناس أيضاً، إنها مثل ورقة عباد الشمس. تعددت وجوه المعركة وعلى أكثر من محور، فهي حرب عسكرية وسياسية وإعلامية وإنسانية وأخلاقية.. إلخ. ويطول النقاش في كل محور على حده.

تشتد الحرب الإعلامية وتأخذ أبعاداً جديدة، أبطالها قنوات إعلامية كبيرة مثل: بي بي سي- سي إن إن- فوكس نيوز وغيرها من الإمبراطوريات الإعلامية الغربية، ذات الارتباط المباشر برأس المال العالمي وممثليه، وفي مواجهته على الجانب الآخر، الإعلام المواجه والمقاوم لكل الأكاذيب التي ينشرها الأول.
لطالما أصمّ الإعلام الغربي آذاننا بشعارات الموضوعية والمهنية وحرية التعبير.. إلخ، ولكن ممارساته تجاه معركة غزة أظهرت حقيقته، كونه سلاح بيد مموليه من الحكومات والمؤسسات الاستعمارية، لم تكتف بالتضليل وتبنّي الأخبار الكاذبة، بل وصلت إلى درجة التواطؤ مع الكيان في اعتداءاته على الشعب الفلسطيني، فمثلاً قامت «BBC» بنشر تقرير، قبل يوم واحد من قصف «مستشفى المعمداني»، تساءلت فيه: «هل تبني حماس الأنفاق تحت المستشفيات والمدارس؟»، مقدّمةً ذريعة لقوّات الاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر، عبر الترويج لأخبار تمهّد وتبرر للصهاينة جرائمهم.
يقود الإعلام الغربي معركة فكرية ونفسية مهمتها ترويض الرأي العالمي بكل ما يخص القضية الفلسطينية والمقاومة، وتبرير اعتداءات الكيان الصهيوني على فلسطين وشعبها وشيطنة المقاومة ومناصريها، إضافة إلى محاولة التغلغل داخل العقل المقاوم للاحتلال والتأثير عليه، مستخدماً ترسانته التقليدية من وسائل وأدوات.
ممثلون ومغنون ورياضيون ومشاهير يجري تسويقهم لامتلاكهم «إنسانية وعاطفة وحسّاً منطقياً للوقوف إلى جانب الحق»، ظهروا على الشاشات ليثبتوا ولاءهم للمؤسسات التي ينتمون إليها، عبر إظهار التعاطف مع الاحتلال وأفعاله، أمثال جاستين بيبر ومارك رافيلو وغيرهم.
ومنهم بيرس مورغان المذيع البريطاني الذي عُرف بمواقفه وتفاعله مع الجمهور تجاه مواضيع حساسة ومثيرة للجدل، كالمثلية والمتحولين جنسياً وغيرها، همه الشاغل تقديم ضيوف فلسطينيين، طالباً منهم إدانة المقاومة وحماس! في المقابل يعطي ضيوفه من «الإسرائيليين» مساحة أكثر من الوقت لتبرير قتل الأطفال والنساء.
ومع ذلك فقد انقلب عليه مشاهدوه ومتابعوه ووصفوه بالمنافق والكاذب، وردوا عليه من خلال التعليق على ما ينشره وانتقدوا طريقته «اللاحيادية» في معالجة الموضوع.
وكذلك فعلت سفيرة النوايا الحسنة في الأمم المتحدة الممثلة الأمريكية أنجيلينا جولي، بإدانتها للمقاومة، رغم علمها وبالتفاصيل عن حصار الفلسطينيين وقطع الدواء والغذاء والماء عنهم، وذلك باعتراف المنظمات التي تعمل معها الممثلة!!
أمام هول ما جرى وقفت شعوب كثيرة منددة بالاحتلال ومجازره. وأثبتت لهؤلاء المشاهير وللإعلام أيضاً أن الحق يعلو ولا يعلى عليه.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1148