الثقافة كشكل من أشكال السياسة

الثقافة كشكل من أشكال السياسة

الثقافة لا توجد خارج الزمان والمكان، إنها محدودة بالأطر الزمنية وفي الوقت نفسه لا متناهية. إنها في آن واحد اندفاع إلى الأمام نحو المستقبل، واستيعاب لأفضل ما أبدعه الأسلاف منذ قديم الأزمان. والثقافة ليست خارجة عن صراع الطبقات الذي هو تاريخ البشرية حتى اليوم.

والثقافة كشكل من أشكال السياسة ضرورية لمواجهة الإمبريالية الإعلامية والفاشية الإعلامية. لأن الجماهير أو الناس الذين لا علاقة لهم بالثقافة والفن يعدون بالملايين، وينبغي شمولهم بالنشاط الثقافي لحمايتهم من العدمية الثقافية الرخيصة والنزعة الانعزالية الانفصالية عن الناس عند مثقفي النخبة والسلطة.
ما هي أفضل الأدوات على هذا الطريق، اقترح البعض فرق الهواة المسرحية الشعبية والنوادي السينمائية التي ينشئها العمال والناس عموماً، فرق الغناء والفولكلور، المحاضرات الثقافية والمنظمات النقابية والسياسية والنشاط الإعلامي ودور نشر الكتب.
فالثقافة ليست تسلية أو ترفاً كما يقول الرأسماليون، بل هي شكل من أشكال السياسة، شكل شديد الأهمية. ويتعين تغيير النظرة السطحية التي رسختها وسائل الإعلام الرأسمالية في أذهان الناس عبر القول بأن الثقافة تسلية وترفيه مجرد ولا علاقة لها بالواقع، ومن ثم تسليط نار السخرية والهدم والرفض والإنكار بحق الأفكار الجدية التي تنادي بالتغيير الجذري للمجتمع. ومن هنا فالثقافة هي طاقة المجتمع الفكرية، وصوت الكلمة نشبهه بصراع نقطة الماء مع الصخر، نقطة الماء الوحيدة لن نستطيع هزيمة الصخر، وحين يتواصل الماء نقطة وراء نقطة يؤدي حتماً إلى تفتت هذا الصخر في النهاية.
يقول آينشتاين: المثقفون يأتون لحل المشكلات بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ. والثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة.
بينما قال نجيب محفوظ: الثقافة أن تعرف نفسك، أن تعرف الناس، أن تعرف الأشياء والعلاقات، ونتيجة لذلك، ستحسن التصرف فيم يلم بك من أطوار الحياة.
أما نصر حامد أبو زيد فقال: إن الثقافة تعني تحول الكائن من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1106
آخر تعديل على الإثنين, 23 كانون2/يناير 2023 11:11