الذهب الوردي في التراث العالمي!

الذهب الوردي في التراث العالمي!

العاملات تقطفن محصولاً سورياً هو الأغلى من النفط، محصول كالذهب الوردي المقطوف من منجم طبيعي سوري كل عام، وبعد احتكار تسعير هذا المحصول دولياً لفترة طويلة، بدأ احتكار ومصادرة اسم واحد من أهم المحاصيل السورية ثقافياً بطريقة لم تخلُ من السخرية بحق السوريين!

في منتصف كانون الأول الحالي 2019، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» الوردة الشامية في قائمة التراث العالمي الإنساني غير المادي. ليس الوردة الشامية فقط، بل وكل ما يرتبط بها من عادات وتقاليد وحرف تراثية أدرجت في قائمة التراث العالمي غير المادي حسب وكالات نوفوستي وسانا للأنباء.
وحسب اليونيسكو، فإن نحو 60– 70 طناً من الورود تجمع كل عام في مزارع بلدات منطقة القلمون التي تبعد حوالي 60 كيلومتراً عن مدينة دمشق. الوردة التي يصل سعر الغرام الواحد من زيتها عالمياً إلى حوالي 200 دولار أمريكي.
هل تسخر المؤسسات العالمية من السوريين بهذا الشكل؟ سخرية الناهب الاقتصادي العالمي الذي يقول عبر ممارساته: أنا أحتكر وأنهب ثمن المحصول عالمياً، وأنتم أيها السوريون الذين تنتجون المحصول في بلادكم، فلكم إدراج اسم «الوردة الشامية» في قائمة التراث العالمي غير المادي أولاً، وتنظيم بعض الحفلات الاستهلاكية الليبرالية في بلادكم احتفالاً بالحدث المحلي العالمي ثانياً!
ليست مستغربة طريقة تعامل منظمة اليونسكو مع تراث بلادنا خلال الأزمة، فحسب إذاعة دوتشيه فيلله الألمانية، وفي ظل الحرب والفوضى وتعرض الآثار السورية لعمليات السرقة والتدمير، كانت اليونسكو تصل دائماً إلى المواقع الأثرية السورية لإنقاذها، ولكن بعد فوات الأوان. لدرجة وصفها خبراء الآثار بالمنظمة المتراخية الخاملة للغاية. وبعد الآثار السورية، تقصفنا اليونسكو إعلامياً بالحديث عن الوردة الشامية، بينما يجري نهبها عالمياً.
يُذكر، أن موسم قطف الوردة الشامية يبدأ بين 15 أيار و10 حزيران من كل عام، وفي بلدة المراح وغيرها من بلدات جبال القلمون قرب دمشق على ارتفاع 1500 متر، الوردة الشامية التي صنفتها جريدة قاسيون كواحدة من الميزات الاقتصادية المطلقة في البلاد، وهي المواد ذات الوجود الجغرافي المحلّي الحصري في البيئة السورية بشكل خاص. الوردة ذات الأهمية الاقتصادية والطبية والجمالية والتراثية والثقافية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
944