نهاية اليسار الأكاديمي
لؤي محمد لؤي محمد

نهاية اليسار الأكاديمي

يقول المثل الشامي: «يا داخل بين البصلة وقشرتا، ما بينوبك إلا ريحتا»، ويقول البعض من ممثلي «اليسار الأكاديمي»: يجب فصل قمح إنجلز عن قشرة ماركس! يا ترى مين على حق؟ الشوام أو اليسار الأكاديمي؟ 

«إهانة إنجلز» هواية شائعة بين ممثلي «اليسار الأكاديمي» في الجامعات الأوروبية والأمريكية ووسائل الإعلام الكبرى، فهناك البروفيسور الفلاني الذي يذهل العالم باكتشاف ضرورة فصل قمح إنجلز عن قشرة ماركس، والبروفيسور العلّاني الذي يطلق مختلف النعوت «الشوارعية» والمناورات اللغوية بحق إنجلز، وآخرون يفطرون بـ إنجلز ليتعشوا بـ ستالين والاتحاد السوفييتي ليذهلونا بـ «اختراع الماركسية» و«والماركسي الأول» و«ماركس الأصيل»... إلخ.
من قلب «اليسار الأكاديمي» نفسه، يعلن جون بيلامي فوستر الحرب على «اليسار الأكاديمي» السائد في الغرب والهواية الشائعة «لإهانة إنجلز». يقول فوستر: لا يمكن أن تضاهي الشراكات السياسية والفكرية شراكة كارل ماركس وفريدريك إنجلز. لم يشارك الاثنان في تأليف «البيان الشيوعي» فقط، بل شاركوا في الثورات الاجتماعية في ذلك العام 1848، وشاركا في تحرير الكتب والمقالات وصياغة الأفكار ومناقشة الخطط والمشاريع.
يعمل فوستر في جامعة أوريغون الأمريكية، ويحاضر في «ديالكتيك البيئة» منذ عام 2000 استناداً إلى ما كتبه إنجلز في «ديالكتيك الطبيعة»، وينشر بشكل دوري في مجلة «تريبيون» البريطانية ومجلة «مانثلي ريفيو» الأمريكية وغيرها. وتعتبر «مناهضة إنجلز وإهانته» سِمة رئيسة عند «اليسار الأكاديمي» الغربي الذي برز في النصف الثاني من القرن العشرين، وكتب في مجلة تريبيون: لا عجب في أننا نرى، في القرن الواحد والعشرين، عودة إنجلز، الذي يواصل مع ماركس صناعة النضالات وإلهام الآمال حيث تعصف بنا الأزمات في زمن الثورية الضرورية.
استناداً إلى ما يطرحه جون بيلامي فوستر، ارتبط «اليسار الأكاديمي» بصعود التيارات التي أطلقت على نفسها تسمية «الماركسية الغربية» في النصف الثاني من القرن العشرين. لذلك يمكننا تصنيف «اليسار الأكاديمي» كأداة من مخلفات مرحلة تراجع الحركة الثورية العالمية، الأدوات التي حان موعد موتها اليوم في مرحلة الصعود الجديدة التي تشهدها البشرية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
942