40 شتاءً لم تُطفِئ شمس «كيالي»...

40 شتاءً لم تُطفِئ شمس «كيالي»...

يصادف 26 كانون الأول ذكرى وفاة الفنان السوري لؤي كيالي، الذي ترك إرثاً فنياً ضخماً، شكل فارقاً في تاريخ الفن التشكيلي في سورية.

كيالي من مواليد حلب عام 1934، اهتم بالرسم منذ الطفولة، وبدأ في دراسة الحقوق في دمشق إلّا أنه لم يكملها، وأخذ الرسم يشكل اهتمامه الرئيس، فأثبت جدارته بعد مشاركته في بعض المعارض، وجرى إيفاده إلى روما بعد نجاحه في مسابقة لوزارة التربية.
درس وتخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وشارك في العديد من المعارض هناك، ونال عدداً من الجوائز.

عاد بعد دراسته إلى سورية، وفي العام 1962 بدأ في التدريس في المعهد العالي للفنون الجميلة (الذي تحول إلى كلية فيما بعد)، وأقام عدداً من المعارض، كان من أبرزها: «في سبيل القضية» الذي أُقيم في العام 1967 والذي قدم فيه لوحات منفذة بالفحم، إلا أن هذه اللوحات لم تلق استحسان بعض الفنانين وشنت الصحافة هجوماً على المعرض، هذا ما ترك أثراً سلبياً كبيراً في نفسه، فقام بتمزيق لوحاته هذه، ولم يبق منها إلى بعض الدراسات الأولية. تراجعت صحته النفسية بعد هذه الحادثة بشكل أساس، ودخل في اكتئاب حاد أوقفه عن الرسم والتدريس. عاد إلى نشاطه بعد فترة من الزمن وحقق نجاحات كبيرة في معارضه الأخيرة، حتى أنه باع في إحداها جميع اللوحات المعروضة قبل افتتاح المعرض. مكنته إيرادات المعارض بالإضافة إلى قرضٍ من المصرف العقاري من شراء منزل صغير في حلب.

تدهورت حالته النفسية مجدداً في العام 1977 فباع أملاكه وسافر إلى روما، إلا أن غيابه لم يطل كثيراً وعاد إلى حلب في العام 1978 وكان يعاني من كآبة شديدة انعزل إثرها عن الناس.
احترق وهو في سريره في العام نفسه، ونقل على إثر هذا الحريق إلى مستشفى حرستا في دمشق، وفارق الحياة هناك بعد فترة من الزمن، نقل بعد وفاته إلى حلب ودفن هناك.