انتهاء الدورة الـ 30 لمعرض الكتاب

اختتمت الدورة الثلاثون لمعرض الكتاب الدولي في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق يوم السبت 11 آب 2018، المعرض الذي استمرت فعالياته على مدى 12 يوماً منذ 31 تموز الماضي بمشاركة 200 دار نشر، منها 140 دار نشر محلية و60 دار نشر عربية وأجنبية مباشرة أو بالوكالة من لبنان والعراق وروسيا والدانمارك وإيران وغيرها.

إضافة إلى آلاف الكتب المعروضة، نظمت فعاليات ثقافية منوعة، منها: 55 حفل توقيع للكتب المؤلفة أو المترجمة، ومحاضرات وندوات ثقافية ولقاءات فكرية وأمسيات شعرية وبرامج إعلامية ومعارض صور فوتوغرافية وألعاب الأطفال وعروض سينمائية. ويذكر أن فعالية معرض الكتاب الدولي مستمرة منذ عام 1985، وتوقفت لعدة سنوات خلال الأزمة.
احتجاج القراء
لم يخفِ القرّاء وروّاد المعرض احتجاجهم على ارتفاع أسعار الكتب، في حين حلقت بعض الكتب ليصل سعرها ما بين 15 ألفاً إلى 25 ألفاً ثمناً للنسخة الواحدة.
التقط بعض الزوار صوراً مع صفوف الكتب المعروضة وقالوا متهكمين: لا نستطيع شراء الكتب، سنتصور معها. في إشارة إلى انعدام قدرتهم على دفع ثمن بعض الكتب. وقال آخرون: إن فئة القرّاء بدأت تضيق في سورية بتأثير عوامل متعددة ومنها ارتفاع أسعار الكتب بشكل لا يتناسب مع الأجور.
وهكذا عرض رأس مال كارل ماركس بـ 25 ألفاً وروايات فيودور دوستويفسكي ما بين 12-18 ألفاً، أي: ما يعادل نصف راتب الموظف أو العامل. كما لاحظت «قاسيون» الأسعار العالية لأعمال كتاب الأدب الروسي وانتشارها عند العديد من دور النشر التي شعرت فجأة بأهمية «الأدب الروسي المترجم» في السنوات الأخيرة بعد غياب استمر لعقود.
تحدث ممثلو بعض دور النشر في لقاء مع «قاسيون» عن المستوى المنخفض للإقبال، وحدثنا بعضهم الآخر عن المستوى المتوسط، بينما خسرت بعض دور النشر وتكبدت تكاليف المجيء دون أن تعوض مبيعات المعرض تلك التكاليف. وقال ممثل دار الفارابي: إن الإقبال على شراء الكتب في معرض الكتاب الدولي لدورته الـ 29 عام 2017 كانت أفضل من معرض العام الحالي.
بين صفوف الكتب
زارت «قاسيون» بعض أجنحة معرض الكتاب في مكتبة الأسد، حيث تنوعت الكتب المعروضة واختلفت نوعيتها من دار إلى أخرى.
شاهدنا في دار الفارابي مؤلفات حسين مروة ومهدي عامل وفرج الله الحلو وبعض الأعمال الأدبية العربية والعالمية، ومؤلفات ماركسية مترجمة. ولعل من أهم ما عرض في جناح دار الجمل كتاب الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي الذي حمل عنوان «الأمير الحديث، قضايا علم السياسة في الماركسية».
في جناح الهيئة العامة السورية للكتاب، وجدنا كتباً مترجمة عن الأدب الإسباني والإيطالي والروسي والألباني والفرنسي، كذلك كتباً مترجمة لسيرغي قره مورزا مثل: التلاعب بالوعي– تصدير الثورة– قصة نشوء وسقوط الاتحاد السوفييتي. وكانت كتب الهيئة العامة للكتاب أرخص من غيرها لوجود الدعم واختلاف نوعية الورق. وشمل جناح الهيئة كتباً مختلفة في الأدب والتاريخ والاقتصاد والسياسة والفن.
قرأنا عناوين كتاب كبار مثل: عزيز نيسن وإدواردو غاليانو وجنكيز إيتماتوف في جناح دار الطليعة الجديدة، وآداباً عالمية مترجمة عند دور نشر أخرى. واحتوى جناح المركز الثقافي الروسي على أعمال تشيخوف وشولوخوف وجون ريد ولينين وغيرها من مطبوعات المرحلة السوفييتية باللغات الروسية والعربية والإنكليزية. إضافة إلى أحدث الإصدارات الروسية من روايات وقصص وكتب في السياسية والاقتصاد مثل: «تاريخ الفكر الاقتصادي».
عرضت المديرية العامة للآثار المتاحف في جناحها مجموعة قيمة من الكتب المترجمة والمؤلفة عن علم الآثار وكتباً توثق عمل البعثات الأثرية الوطنية والعالمية في سورية. وانفردت بعض دور النشر بعرض الكتب العلمية، وعرض بعضها الآخر عشرات العناوين التجارية وكتب الموضة التي تستخف بعقل القراء وتستهدف الحصول على الربح السريع والخداع مثل: 7 طرق للنجاح– كيف تكون سعيداً... إلخ.
حفلات توقيع الكتب
شهدت الدورة الـ 30 لمعرض الكتاب الدولي 55 حفل توقيع للكتب، مثل: كتاب «إحدى عشرة قدماً سوداء، عندما يلعب المضطهدون كرة القدم» لمحمود العدوي. وكتاب «استعباد العالم» لفالنتين كاتاسونوف من ترجمة د. إبراهيم استنبولي وغيرهم.
حصل بعض الكتاب على تغطية إعلامية بسيطة لحفل التوقيع، بينما حصل بعضهم الآخر على تغطية إعلامية ضخمة. وآخرون لم يعرفوا وسائل الإعلام أثناء توقيع كتبهم وأنهوا حفلهم مع الأصدقاء.