الفن الكوبي في دمشق.!

الفن الكوبي في دمشق.!

أقامت السفارة الكوبية في دمشق معرضاً فنياً، بمناسبة اليوم الوطني للثقافة الكوبية من 21/10 ولغاية 23/10 في صالة ألف نون، وشمل المعرض حوالي 20 لوحة متنوعة لفنانين قبل الثورة، وهؤلاء الفنانون، تابعوا مسيرتهم الفنية بعد الثورة مع من أتى بعدهم، وبعضهم رحل عن الدنيا وبعضهم ما زال حيّاً، وغالبيتهم تخرَّج من أكاديمية سان اليخاندرو للفنون التشكيلية، وساهموا في بناء الفن والثقافةً الكوبية المعاصرة الملتصقة بالوطن والشعب، وأقاموا معارض دولية ونالوا شهرة عالمية

تناولت لوحات المعرض في مواضيعها قضايا كثيرة، من البيئة والهوية الثقافية المختلطة للشعب الكوبي، وجرى التعبير فيها بطرقٍ فنية متنوعة عن حياة الكوبيين قبل الثورة الكوبية، التي قادها الراحل فيديل كاسترو، وغيفارا، وبعدها.

الفنانة إميليا بيلايز (1897-1968) برزت بأسلوبها الفني المتجدد في الرسم والنقش على السيراميك.

الفنان ويفريدو لام (1902– 1982) اعتمد على التجديد في دمج عناصر من أصل إفريقي وصيني موجود في كوبا، وهو أول من أدخل الثقافة السوداء إلى اللوحة الكوبية، من خلال استخدام اللون الأسود، ومن أبرز لوحاته جلوس امرأة.

الفنان ألفريدو سوسا برافو (1930) اعتمد على التكامل والشمول في اللوحة، وهو أحد مؤسسي التعبيرات الثنائية الأبعاد للفن الكوبي، وتجلى ذلك في لوحته، حلم طفولي.

الفنان أغويدو لابرادور (1938-2014) أولويته هي المناظر الطبيعية مستخدماً الألوان الزاهية والناعمة والتفاصيل الدقيقة للشمس والعشب والنخيل البنفسجي البعيد مع السماء المخملية التي تثير الإعجاب وتعكس سحر الريف الكوبي.

الفنان توماس سانشيز (1948) اعتمد أيضاً على نقل المناظر الطبيعية إلى رسوم رائعة وخلق عوالم جديدة وغير متوقعة، بعكس من يعتبر المناظر الطبيعية أسلوباً ضعيفاً.

الفنان إرنستو بويغ (1913-1988) كذلك كانت الطبيعة بمكوناتها كلها هاجسه وملهمته، وبأسلوبٍ التجريد الميتافيزيقي حتى للألوان لتظهر كمرآةٍ للخيال، وللهوية الثقافية المتنوعة للشعب الكوبي، كلوحتيه الأخضر التجريدي والأصفر التجريدي.

الفنان بيدرو أوليفا (1949) كانت لوحاته تجسيداً للتعبيرية الجديدة التي تتجاوز الواقعية السحرية والسوريالية.

الفنان كارلوس ترييو (1941) استخدم مواد طبيعية في أعماله، والتجريد اللوني، لذلك كانت لوحاته تجسيداً للتجريد المادي، كلوحته الأزرق التجريدي.

الفنان إبرتو إسكوبيدو (1929-1995) اعتمد فنه على المواضيع الدينية والطبيعة.

الفنانة فلورا غارسيا (1949) فنانة معاصرة يبرز في أعمالها الشعور والمثابرة الاستوائيان وتميزت بالعمل الفني على الفخار والزجاج الملون وتصميم الأقمشة، وتجسد ذلك في لوحتها إعصار، حيث تتداخل حركة أمواج البحر وحركة القارب شكلاً ولوناً.

الفنانة زيدا ديل ريو(1954) رسامة ونحاتة معاصرة من المبدعين الطليعيين، وهي مثال للهوية الكوبية، الطامحة للانطلاق كما عبرت عن ذلك في لوحتها الملاك الوصي، كالمخلص للطفولة من شقائها، معتمدة على الخط الأسود الواضح وانسيابية متوافقة مع الحركة.

الفنان سيرفاندو مورينو(1923-1981) مؤرخاً فنياً لعصره، وتجلى ذلك في أعمال معرضه العاطفة للإنسان، وخصوصاً لوحته (مايشبتروس) وهو منجل حصاد قصب السكر الذي يستخدمه العمال الزراعيون.

إنّ لوحات الفنانين التي تناولناها والتي لم نتناولها في المعرض، تعددت أفكارها ومضامينها، بين معاناة الشعب الكوبي بمكوناته وطموحاته وأصوله المتعددة وخاصةً الفلاحين الفقراء، والطبيعة والبيئة الكوبية المتنوعة. وكذلك تعددت مدارسها الفنية كالواقعية والرمزية والسوريالية والتعبيرية الجديدة أو ثنائية الأبعاد، وأساليبها التعبيرية الفنية في الاعتماد على التجريد واللون أو الحركة والتكوين أو الخطوط المنسجمة مع الفكرة والمضمون.

إن مشاهدة اللوحات لفنانين قبل الثورة الكوبية، يبين أن إرهاصات الثورة نابعة من الشعب الكوبي، وتجسدت في أعمال مثقفيه ومبدعيه، وفي احتضان الشعب للثوار والثورة وخاصة في المناطق الريفية، التي انطلقت منها، وهو سبب نجاحها، وأن استجابة الثورة ونظامها الاشتراكي لمطالب الشعب الكوبي ومصالحه السياسية، والاقتصادية الاجتماعية، والثقافية، بقيادة الحزب الشيوعي الكوبي تؤكد استمراريتها وصمودها في وجه الإمبريالية الأمريكية في عزّ قُوّتها، والتي حاولت إسقاطها بالحصار، وشتى الطرق، فكيف الآن مع بدء انغلاق الأفق أمامها وفي تراجعها، وبدء انفتاحه أمام الشعوب وقواها الوطنية والتقدمية.!؟ 

حوار مع السفير الكوبي!

الفن لبناء الإنسان والوطن

لم يتواجد أيّ من الفنانين المشاركين في المعرض للحوار معه، فالتقت قاسيون مع السفير والقنصل الكوبيين في دمشق، اللذين رحبا باللقاء، ودار حديث حول الثورة والثقافة في كوبا، وقام بالترجمة أحد الموجودين في المعرض، وهو طبيب سوري من الذين (درسوا) في كوبا، وعن سؤالٍ لقاسيون حول انعكاس الثورة الكوبية ومنجزاتها على الشعب الكوبي، ومثقفيه:

قال السفير روهيريو سانتانا لقاسيون: 

إن هذه اللوحات هي أعمال لفنانين قبل الثورة وبعدها، أُرسلت من هافانا، وهذا يُفسر عدم وجود أحد من الفنانين هنا الآن، وهي تعبر عن معاناة الشعب الكوبي وحاجاته وثقافته التعددية الحديثة نسبياً، ولم تتح لهم الفرصة للبروز ونقل مشاعرهم ومواقفهم الوطنية والطبقية والإنسانية سابقاً، والثورة قامت بتوفير الإمكانات لهم مما سمح باستمرارهم في الإبداع، والبروز عالمياً، وغالبيتهم لهم معارض دولية، وحصلوا على جوائز عالمية. وقد عملت الثورة منذ انتصارها على تأمين حاجات الناس المادية (الضرورية) أولاً، من معيشة وصحة وتعليم وغيرها.. وكذلك تأمين الحاجات الروحية الثقافية الوطنية، ومنها: الفن والإبداع، وهذا ما حصّن الشعب الكوبي وعزز صموده في وجه الإمبريالية الأمريكية وعدوانيتها ومؤامراتها العديدة والمستمرة، فلم تستطع إسقاط الثورة والدولة، وذلك بفضل الشعب الكوبي ومواقفه، وليس كما فعلت في ليبيا والعراق وغيرها من البلدان، رغم أنّ كوبا لا تبعد سوى أميالٍ بحرية قليلة عن شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية.!

معلومات إضافية

العدد رقم:
834