.. وخسارة المخرج المنفذ حسام إبراهيم

غيّب الموت يوم 17/ 6/2009 المخرج المنفذ والمدقّق اللغوي الشاب حسام إبراهيم إثر حادث مروّع نتج عنه نزيف دماغي حاد عجز الأطباء عن إيقافه..

الحادث وقع على طريق «العباسية» التي تبعد نحو 20 كم عن مدينة تدمر، حيث كان كل من فراس حربة مدير إنتاج مسلسل (صدق وعده) وحسام إبراهيم يقومان بجولة استطلاعية لاكتشاف مواقع جديدة للتصوير، فتعرضت السيارة لحادث مفاجئ أدى لانقلابها، مما أودى بحياة المخرج المنفّّذ الشاب..
وقد قام الكادر الفني والإداري والإنتاجي، عقب الحادث الأليم، بإيقاف العمل والتصوير لمدة ثلاثة أيام حداداً على الفقيد وإكراماً له.

وحسام إبراهيم من مواليد 1976بمحافظة اللاذقيّة، وهو يحمل ماجستير في اللغة العربية ويدرّس في جامعة تشرين باللاذقية، وكان يحضّر لرسالة دكتوراه في الدراسات النحوية، ويعد من أكثر الشباب العاملين في الحقل الدرامي إخلاصاً وحماسة.. حيث ظل ينأى بنفسه عن سفاسف الوسط الفني وعداواته، وراح ينشغل في جعل الدراما التاريخية منبراً حقيقياً لنشر اللغة العربية الفصيحة الخالية من التشوهات في أوساط ومناطق أوسع على امتداد العالم العربي، وحمايتها من الابتذال.

رحلته الدرامية بدأت مع المخرج محمد عزيزية كمدقق لغوي في مسلسل «الفوارس»، ثم مع حاتم علي في مسلسل «الزير سالم» و«صلاح الدين» و«ثلاثية الأندلس»: «صقر قريش»، «ربيع قرطبة»، «ملوك الطوائف»، ومنذ الجزء الثالث أصبح مخرجاً مساعداً إلى جوار عمله اللغوي كاشفاً عن طموح كبير. لينتقل بعدها للتعاون مع باسل الخطيب في «أبو زيد الهلالي».. أما في «عذراء الجبل» الذي أخرجه سامي الجنادي، فقد قدم مساهمات جدية وكبيرة لإنجاز العمل وإنجاحه على مستوى التأليف، والتدقيق اللغوي، والمساعدة في الإخراج.
المحطات الرئيسية في تجربة إبراهيم مخرجاً منفذاً كانت في «على طول الأيام» لحاتم علي، و«أفلام قصيرة» (لم يُعرضْ بعد) لرامي حنا، و«هذا العالم» متعدّد المخرجين، وكان قد أخرج فيه تسعة أفلام أبرزها «صحوة» بطولة سلوم حداد. وفي الفترة الأخيرة كان يحضّر للعمل إلى جوار الليث حجو في «أهل الغرام2»، كما كان يستعد لإخراج سباعية بعنوان «الغمر» (نص عبد المجيد حيدر) ضمن مشروع سباعيات تلفزيونية تشرف عليه شركة «سامة» (أديب خير)، إضافة إلى عمله في «صدق وعده» الذي لم ينته بعد..
المؤسف أن إحدى الصحف الرسمية نعت الراحل الشاب، مستبقة اسمه بصفة: «المدعو»، وكأنها تنعى «نكرة» لا محل أو دور لها في الساحة الدرامية السورية والعربية.. أهذه الضريبة التي يجب أن يدفعها معظم من يقفون خلف الكاميرات... والنجاحات؟؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
410