محمد منصور موثقاً تاريخ الدراما السورية

«علاء الدين كوكش: دراما التغيير والتأسيس»، «غسان جبري- دراما التأصيل الفني»، «بسام الملا –عاشق البيئة الدمشقية».. كتب صدرت حديثاً عن دار كنعان ـ دمشق» للصحفي والناقد والمعد التلفزيوني محمد منصور، وقد جاءت ضمن سلسلة حملت اسم «الدراما التلفزيونية السورية – تاريخ وأعلام»، ولعل هذه السلسلة التي يعدنا صاحبها باستمرارها ستكون مرجعاً هاماً في مجال التأريخ والنقد الدرامي السوري.

الكتاب الأول الذي يتناول تجربة المخرج كوكش كمؤسس لهوية الدراما السورية منذ زمن الأبيض والأسود، يضم 5 أبواب تعرض لتجربته الفنية والأدبية عموماً، لكن الحيز الأكبر لإنجازه الدرامي. هكذا سنخوض رحلة ممتعة مع هذه التجربة الرائدة في المسرح منذ أواخر الستينيات بإخراج كوكش لـ«حفلة سمر من أجل 5 حزيران» نص سعد الله ونوس، ثم اتجاهه إلى كتابة النصوص المسرحية والقصة القصيرة، فضلاً عن التمثيل في السينما والتلفزيون، وبقراءة نقدية لهواجس هذا الرجل ومرتكزات فكره وعمله.
كتاب منصور الثاني «غسان جبري- دراما التأصيل الفني» يتناول المؤلف في 4 أبواب. يوضح فيها المناهل الثقافية العديدة التي صاغت تجربته وشخصيته الفنية وجذوره المسرحية ابتداءً بمسرحيته «أغلى جوهرة بالعالم في عام 1975»، ثم دخوله الدراما وإسهامه في تطوير فن التمثيلية القصيرة، وتركيزه على جانب التأصيل الدرامي للتاريخ وصولاً إلى دراساته وقراءاته النقدية الفنية.

أما الكتاب الثالث فقد جاء لتجربة حديثة بالمقارنة مع سابقتيها وهو «بسام الملا –عاشق البيئة الدمشقية» الذي قدم أول أعماله الدرامية عام 1990، حيث يقدمه كامتداد أصيل لتلك التجارب الريادية، مستعرضاً مسيرته منذ بدأ كمنفذ للبرامج في التلفزيون السوري عام 1977، وصولاً إلى اعتباره من مخرجي الصف الأول في سورية، ضمن قراءة لنماذج من مسلسلاته، وخصوصاً الأعمال الشامية التي قدمها «أيام شامية/ الخوالي/ ليالي الصالحية/ باب الحارة» دون أن ينسى تجربته في الدراما التاريخية مسلسل «العبابيد» الذي لم يلق كثيراً من النجاح.
من المعروف أن محمد منصور صاحب قلم لاذع، ومتابع دؤوب ودقيق لحركة الدراما السورية، وكتبه هذه التي يتوقع لها أن تثير كثيراً من الجدل تستحق الثناء لأنها تأتي في وقت تحتاج فيها الدراما السورية نوعاً من المراجعة النقدية.. وهذا أول الغيث.

معلومات إضافية

العدد رقم:
414