مارلون براندو ثائر حتى النهاية: 1924-2004

عن عمر يناهز الثمانين عاماً، وحيداً وبعد الكثير من المشاكل القضائية المرتبطة بابنه، ومرض أقعده على الكرسي، مديوناً بما يزيد عن 11 مليون جنيه استرليني، رحل عبقري التمثيل مارلون براندو.

مارلون براندو الثائر الدائم التجدد، الذي بعد أن أنهى ثورته في عالم التمثيل قام بثورة على السيطرة اليهودية على هوليود، مروراً برفضه للأوسكار الأخير الذي منح له احتجاجاً على السياسات الأمريكية، ثورته التي لا تتوقف عند جملته الشهيرة التي صفع بها هوليود قائلاً: «إنني أمثل في هوليود لأكسب النقود فقط، فالتمثيل في هوليود لا فائدة ولا طائل منه»، وبالرغم من ذلك بقيت الأدوار تنهال عليه حتى سنين متأخرة من حياته. 

«لو لم يكن مارلون براندو في عربة ترام اسمها الرغبة، لو لم يظهر هذا الممثل إلى الوجود، لما ظهر إلى الوجود بعد ذلك، جاك نيكلسون أو جوني ديب أو روبرت دينيرو، فقبل براندو كان التمثيل هو تنميط لما كان غاري غرانت يقوم به أو جورجي بيك، لقد قفز براندو بفن التمثيل سنوات إلى الأمام» هذا ما اشترك فيه الكثير من النقاد السينمائيين الأمريكيين في كتاباتهم عن براندو في صباح اليوم الذي تلا وفاته، لكنه بالرغم من ذلك لم يسلم من نقد وتقريع الأقلام التابعة للمؤسسات اليهودية في الغرب بعد موته بيوم، فكتبت بعض الصحف براندو خيبتنا، وبراندو الفرص الضائعة، كما نشرت بعض الصحف رسماً لبراندو وهو يلاقي الرب ويسأله ألم تعرفني أنا العراب، لكن لم تستطع هذه الأقلام الهرب من عظمة هذا الرجل. 

اشتهر براندو بمواقفه الصلبة مع المستضعفين ويعتبر البعض أن الهنود فقدو أباً لهم بموته، فقد كان مدافعاً كبيراً عنهم وعن حقوقهم.

 

استلم براندو خلال حياته الفنية أوسكارين عن فيلمي «الواجهة المائية» 1954 و«العراب» 1972 وشارك في الكثير من الأفلام الهامة في تاريخ السينما العالمية، ولم تكن مواقفه الإنسانية كدريئة للتسويق والشهرة، فلم يكن براندو بحاجة لها في يوم من أيام حياته.

معلومات إضافية

العدد رقم:
225
آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 21:33