نزار قباني نزار قباني

قانا.. والشعر وحكام العرب

كتب الشاعر الراحل نزار قباني قصيدة مطولة إثر مذبحة قانا الأولى عام 1996، ندد من خلالها بالتخاذل العلني للحكام العرب، والبربرية الهمجية للصهاينة والأمريكان، نورد منها بعض مقاطعها التي ما تزال قادرة على التعبير عن هول ما جرى في المذبحة الثانية!!

قـانــا

وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.

وهواء البحر في نيسان،

أمطار دماء، و دموع…

● ● ●

دخلوا قانا على أجسادنا

يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.

ويعيدون فصول المحرقة..

هتلر أحرقهم في غرف الغاز

وجاؤوا بعده كي يحرقونا..

هتلر هجرهم من شرق أوروبا..

وهم من أرضنا قد هجرونا.

هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم

و يريح الأرض منهم..

فأتوا من بعده .. كي يمحقونا!!.

● ● ●

دخلوا قانا.. كأفواج ذئاب جائعة.

يشعلون النار في بيت المسيح.

ويدوسون على أرض الجنوب الغالية..

● ● ●

قصفوا الحنطة، والزيتون، والتبغ،

وأصوات البلابل..

قصفوا قدموس في مركبه..

قصفوا البحر..وأسراب النوارس..

قصفوا حتى المشافي..والنساء المرضعات..

وتلاميذ المدارس.

قصفوا سحر الجنوبيات

واغتالوا بساتين العيون العسلية!..

 ● ● ●

 و رأينا الدمع في جفن علي.

وسمعنا صوته وهو يصلي

تحت أمطار سماء دامية..

● ● ●

كل من يكتب عن تاريخ (قانا)

سيسميها على أوراقه:

(كربلاء الثانية)!!.

● ● ●

كشفت قانا الستائر..

ورأينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..

وتقود المجزرة..

تطلق النار على أطفالنا دون سبب..

وعلى زوجاتنا دون سبب.

وعلى أشجارنا دون سبب.

وعلى أفكارنا دون سبب.

فهل الدستور في سيدة العالم..

بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

● ● ●

هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟

إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..

قتلنا، نحن العرب؟

● ● ●

ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟

ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟

فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..

فهو نص واحد نكتبه

لجميع الشهداء الراحلين.

و جميع الشهداء القادمين!!.