ماذا تقول يا صاحبي.. الشيء بالشيء يذكر

■ تمنيت لو كنت معنا مساء الأول من الشهر الجاري، ونحن نشارك في اعتصام احتجاجي أمام خان أسعد باشا في سوق البزورية بدمشق، لشهدت صورة حية للعمل الجماهيري بين الجماهير.

●● هلا وصفت الأمر... ما الاعتصام الذي تتحدث عنه؟.. ما الدافع إليه وما الهدف منه ومن الذي دعا إليه؟!

■ أولاً جاء الاعتصام استجابة لشعور وطني ينبض بكرامة الوطن والمواطن، والدافع إليه أن «حفلاً» كان سيقام في هذا الصرح الأثري.. حفلاً تجاوز الخط الأحمر الذي تمليه وتحدده وطنية شعبنا السوري الذي يجابه وهو مرفوع الرأس الغطرسة والتهديد الأمريكي الوقح. فكيف يستقيم أن يتصدى شعبنا لقانون محاسبة سورية والدفاع عن أرضه، ونرضى أن يكون للولايات المتحدة «يد» تربت على أكتاف بعض الفنانين بحجة «تكريمهم» هذه اليد الملطخة بدماء إخواننا في فلسطين والعراق وجنوب لبنان والجولان.

●● أفهم من كلامك أن تكريماً أمريكياً كان سيجري لعدد من الفنانين ولأعمال فنية؟!

■ نعم كان هذا مقرراً... لذلك انطلق العديد من الشباب الوطنيين إلى أمام مكان الاحتفال وهم يرفعون الأعلام الوطنية واللافتات التي تندد بجرائم الأمريكيين والصهاينة وتدعو إلى مجابهة الأعداء ومقاطعتهم، وتستهجن قبول البعض أن تكرمهم اليد الأمريكية الحاقدة، هذه اليد التي تترصد الفرصة للانقضاض على وطننا الغالي، لقد أحسن الشباب بالتعبير عن مشاعر شعبنا بهتافاتهم المدوية وهم يحرقون العلم الأمريكي مرددين: داون...داون.. يو إس إيه وبين حماس الجمهور وبين ذهول «الضيوف» هدرت حناجر الشباب بالنشيد الوطني حماة الديار عليكم سلام...أبت أن تذل النفوس الكرام.. وكان مسك الختام كلمة ارتجلها الرفيق أبو معتصم لخصت في جمل محدودة الهدف من الاعتصام والتظاهرة مؤكدة أن المقاومة هي خيار شعبنا لمجابهة أعدائه، وداعية إلى رص الصف الوطني الضمان الأهم لعزة الوطن وتحرير الجولان المحتل.ومن اللقطات الحميمة لهذا المشهد الوطني قيام عدد من أصحاب المحلات في هذا السوق بتوزيع «السكر نبات» على الشباب قائلين: سلمتم وسلمت حناجركم يا أبناءنا الغوالي..

●● ما أسمعه يسعد النفس ويثلج القلب.. وألف تحية لكل من شارك في هذا الموقف المشرف.... وكما يقال: الشيء بالشيء يذكر.. لقد أعادني حديثك هذا إلى منتصف خمسينات القرن الماضي حيث كانت بلادنا تتصدى للأحلاف العسكرية العدوانية، وتجابه الأعداء المتربصين بها من كل جانب بخاصة العدو الأمريكي والصهيوني.. حيث بادرنا كشباب وطني إلى عمل مشابه لما قمتم به... فقد زار سورية ـ حينها ـ وزير خارجية أمريكا السيئ الصيت جون فوستر دالاس ليمارس الضغوط على الحكومة السورية فانطلق الشباب إلى سوق الهال ليجمعوا في محافظهم المدرسية وفي الأكياس الورقية كمية كافية من البندورة التالفة والبيض الفاسد... وما إن مرت سيارة الوزير متجهة من ساحة الحجاز نحو جسر فكتوريا حتى انطلقت الأيدي تؤدي مراسم الاستقبال بقذف ما تحمله من مواد الترحيب لتصطبغ السيارة وجانب من وجه الوزير بالبيض والبندورة، وهتافات الشباب تدوي: تسقط أمريكا.. تسقط أمريكا... أي حسب هتافاتكم: داون داون.. يو إس إيه.. فماذا تقول يا صاحبي؟

■ محمد علي طه 

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.