ماذا تقول يا صاحبي؟ اليقين.. والرهان

■ كما يقال الشيء بالشيء يذكر.. لقد ذكرني بك اليوم رجل التقيته قرب السبع بحرات.. فقد كان يحمل تحت إبطه محفظة قديمة أشبه بحقيبتك التي لاتفارق إبطك أينما توجهت وحللت!!


■■ «اذكر الديب وحضر القضيب»… ولكن مالي أراك مكفهر الوجه.. حزين العينين.. مقطب الجبين… أين ابتسامتك المشرقة؟!

■ لشد مايؤلمني ماجرى… وهل أقسى من أن يرى الإنسان أحلامه تتهاوى.. أكاد أفقد عقلي… لقد ضاع كل شيء.. مات الأمل.. نحن ضعفاء حتى العظم… حياتنا رهن مشيئة الأقوياء!!

■■ على رسلك يا رجل!! فما جرى جرى ويجري مثله في أكثر من موقع وبلد… وعلى الرغم من الجراح العميقة اصابت عراقنا الغالي فشعبه لم يهزم.. والذي هزم هو الديكتاتورية والطغيان.. والديكتاتورية جزء لاينفصم من نسيج الاستعمار والإمبريالية!!

■ وكيف ذلك وأقدام الغزاة المحتلين الأمريكان تدوس أرض العراق وتجول في مدنه وقراه؟!

■■ المعركة في بدايتها.. والحياة لم تكن في يوم من الأيام إلا ساحة كفاح عنيد ومرير بين من يبنون الحياة عالماً من جهد وبذل وتضحية وبين مغتصبين يبتلعون كل الخيرات.. وهؤلاء البناة جديرون بالنصر وقادرون على مجابهة العدو وهزيمته.. ولسان حالهم قول الشاعر عروة بن الورد قبل ألف وخمسمائة عام:

إذا نحن لم نملك دفاعاً لحادث                تجيء به الأيام فالموت أجمل

نحن ياصاحبي لانراهن بل نحن نوقن دائماً وأبداً أن الشعوب حين تخوض معركتها ستنتصر حتماً رغم جبروت وطغيان الأعداء.. وشعب العراق الباسل ينهض اليوم ليخوض معركة الحرية والاستقلال!!

■ أنا أعرف أن الإحباط هوالموت بعينه.. وأعرف أنه لايأس مع الحياة… ولاحياة مع اليأس..و لكن ماحدث كان رهيباً… لقد هزني من الأعماق.. كان زلزالاً مخيفاً…!!

■■ - كيف يتسرب اليأس إلى نفوسنا إذا كنا نملك فهم وإدراك ما يجري على حقيقته.. لاكما يصوره لنا الأعداء.. إن من ينهض للذود عن الوطن. .…حي منتصر… ألم يقل الشاعر أبو القاسم الشابي:

هو الكون حي يحب الحياة

ويحتقر الميت المندثر

فلا الأفق يحضن ميت الطيور

ولا النحل يلثم ميت الزهر

فماذا تقول يا صاحبي؟!

■ محمد علي طه

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.