لقمان ديركي لقمان ديركي

البستاني الشرير ... شارون

كلما حاولت وسائل إعلامنا مقارعة الإعلام الإسرائيلي يتولى المهمة أشخاص لو دفع لهم الإسرائيليون لما خدموهم كما يخدمونهم بعفويتهم البالغة.

فمنهم من خصص لنفسه مزرعة مقاومة التطبيع، وحصرها بقلمه ولسانه وأفكاره على الرغم من عدم وجود أفكار أصلاً، إذ أن محارب التطبيع يعتمد على مجموعة من الشعارات ا لمقدسة عنده فقط والتي تسقط عند أقرب مأزق في حوار حاد.
ومنهم من اخترع أفلاماً قصيرة وطويلة كرتونية وبشرية لمحاربة الإسرائيليين ومنهم من ألف الأشعار عن أطفال الحجارة مقابل 500 ليرة ثمن نشرها في إحدى الصحف، وكما أن صور الأطفال وهم يواجهون الدبابات بالحجارة أكثر بلاغة من كل القصائد التي نشرتها دوريات اتحاد الكتاب العرب، فإن صور شارون ـ  وهو يشرف على مشهد القتلى من الأطفال والنساء  والرجال والشيوخ في صبرا وشاتيلا بحالة من التأمل تشبه تلك الحالة التي يتأمل فيها المهندس ما أنجزه عماله ـ أكثر بلاغة وأشد إدانة من كل المحاولات الساذجة لرسم الصورة الإجرامية لهذا الشخص من قبل المبدعين في وسائل إعلامنا، وانظروا إلى الفيلم الكرتوني القصير الذي تتحفنا به شاشة تلفزيوننا وهي تظهر شارون وهو يدوس على الزهور ويقتلها، وكأن من اخترع هذا الفيلم  يصر على تحويل شارون من مجرم إلى مجرد، بستاني شرير؟!!!