الفنان فارس الحلو... ألا لا يجهلن أحد علينا...

رفع الفنان السوري المعروف بحسه المرهف وثقافته العميقة، بالإضافة إلى خفة ظله وقوة حضوره المتجلية في معظم أعماله الفنية، دعوى قضائية على كل من وزارة الإعلام السورية والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومنتج أحد المسلسلات بسبب بتر إحدى أصابعه وإصابة الأخرى أثناء أدائه لأحد الأدوار الرئيسية في مسلسل مايزال قيد الإنجاز.

 وجاء غضب الفنان على الجهات الثلاث للتلكؤ في إسعافه وعدم إعطائه الأدوية اللازمة عند تعرضه لهذا الحادث.

 ورب ضارة نافعة، أو كما يقال أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً، فقد فتح الفنان فارس الحلو من خلال دعواه هذه باباً من الأبواب المغلقة في نقابة الفنانين ولعلها بداية لفتح المزيد والمزيد.

فمن الفنانة نبيلة النابلسي التي أعطت عمرها للفن دون أن تحصل عند الحاجة والضرورة على أبسط الحقوق الإنسانية.. ووصولاً إلى فارس الحلو الذي لن يكون الأخير، هناك العديد من الفنانين الذين تعرضوا لحالات كهذه دون أن يلتفت إليهم أحد، وليس العامل الفني الذي ذهب ضحية صعقة كهربائية أثناء التحضير لأحد المسلسلات الرمضانية، إلا مثالاً واحداً لما يجري خلف الكاميرات.

فحتى الآن لا يملك أي فنان سوري ضماناً صحياً واجتماعياً يوفر له بعض الحقوق إذا ما أصابه مكروه نتيجة التنقلات الكثيرة، خاصة وأنه لم يعد التمثيل في الاستديوهات الداخلية فقط، بل أصبح الانتقال إلى مواقع التصوير المتعددة والتعامل مع الكثير من الوسائل والأدوات وخاصة في الأعمال التاريخية وبعض اللوحات والمشاهد يحمل الكثير من المخاطر.

إن الفنان بحاجة إلى حماية مثل غيره من البشر، وإلا فإن هذه الإصابات ستؤدي إلى إبعاد الكثير من الفنانين عن الساحة الفنية، وسبق لبعضهم أن وضعوا هذا الأمر أمام النقابة لتصحيح وضعهم وحالتهم، كالفنانة نبيلة النابلسي مثلاً، التي لازمت الفراش أكثر من ثمانية أشهر دون أي عمل، ولعل البادرة التي قام بها الفنان فارس الحلو، وهي العريضة الممهورة بتواقيع    الفنانين أنفسهم والتي رفعت إلى المعنيين مع الدعوى القضائية لينال الفنانون حقوقهم القانونية هي خطوة في الطريق الصحيح وهذا حق شرعي وطبيعي تضمنه النقابات في العالم.

وإذا كان هذا حال النجوم، فما هو حال المئات من الشباب والشابات العاطلين عن العمل الذين يعملون في الصفوف الخلفية لعشرات الأعمال الفنية، وأقصد هنا «الكومبارس» الذين يعملون بأجرة يومية لا تتعدى 300 ل.س؟؟

إن من حق الفنان أن يعيش حياة كريمة وهنيئة مقابل الجهد الذي يبذله، ثم إن من يطلب و.. أن تكون الدراما السورية في مقدمة الدراما العربية، يجب عليه أولاً تأمين حقوق هؤلاء الفنانين، علماً أن الكثيرين من الفنانين الذين قدموا أعمالاً للذكرى رحلوا وهم فقراء الحال بعد أن هدهم المرض أمثال عبد اللطيف فتحي ونهاد قلعي وسواهم.

فهل ستقف النقابة مع أعضائها و«فنانها» الذي أعاد الروح لبعض الفنانين برفعه الدعوى والعريضة تلك؟.. هذا هو السؤال؟؟

وسلامات للفنان الموهوب فارس الحلو وإلى المزيد من التألق والنجاح.

■ علي نمر

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.