بثينة رشيد بثينة رشيد

عجائب الدنيا السبع.. الجديدة

ننصح الجميع بعدم البحث والتقصي عن عجائب جديدة، ففي أرض العرب منها الكثير، المعنوي والمادي، ما هو تحت الأرض وما هو فوقها، وما يلمح بالعين المجردة، وما لا يلمح، وما هو مفهوم وما هو عصي عن الفهم والتفسير:

- برج بابل ُيدمّر، وحضارة الرافدين تتعرض للقصف وعلى مرأى دعاة الحرية المعولمين.
- حضور مكثف وغزير لفضائيات ُتروج للرأي والرأي الآخر، للطائفية والمذهبية.
- غباش في الرؤية يصيب طبقة من العلمانيين، فتتحول الغالبية العظمى المؤمنة بالله في نظرهم عبئاً وهي من تسكن معهم على أرض واحدة و تحكي لغة واحدة وتشاركهم الخبز والملح، فتندمج هذه الطبقة من حيث تدري أو لا تدري بفكر أوسط الشرق الجديد.
- جدار الفصل العنصري ينتصب واقفاً في وسط أرض العرب ولا يتذمر ولا يستهجن ليبراليو العالم، وهم أنفسهم من هلل لسقوط جدار برلين في وسط أوروبا، قارة الديمقراطية والفكر الحر!!
- تداخل وانعكاس المفاهيم: الإرهابي مسالم والمقاوم إرهابي، والعدو جار، والواقع المفروض أمر واقع، والمذلة اعتدال، والخنوع تذاكي، والبراءة سذاجة، والملعنة حربقة، والبخل اقتصاد، والترف والتبذير رفاهية، والمنتقد حسود، والوطني مُعقد، والفاسد خبير، والطماع طموح, و...... و......
- مجموعة بشر في أرض عربية تعاقب مجموعة بشر في الأرض العربية نفسها، لأنها أخطأت، أو حتى أجرمت بنظرها، فقدا دافعت وحاربت وأذهلت العالم بنظامها وانتظامها، وأرادت أن تكتب تاريخاً، ما تعود العرب على كتابته، وهو بأنه نستطيع بالتصاقنا بالناس، وبالتصاق الناس بنا، أن نحرر أرضاً وشعباً، ونبني وطناً حراً مستقلاً.
- أن تصدق سلطة في ظل احتلال أنها سلطة، فلا تحتمل أن تصبح محط إعجاب القتلة، فتدعو بلسانها، وبلا أية لعثمة، قوى عظمى لتنفرد بشعبها، وعلى المتبقي مما تبقى من أرض أحلام أهلها وناسها .
ملاحظة هامة: ُتعدّ أهرامات مصر الوحيدة المتبقية من عجائب الدنيا السبع، وهي وللمصادفة تقع على أرض عربية، فهل سيأتي يوم يصبح مصيرها كمصير برج بابل؟!