ربّما! ذوو الاحتياجات (الثقافية) الخاصة

يريدون مناخاً ثقافياً مفلتراً ومعقماً، لا هيدروجين كيدٍ فيه، ولا جراثيم أحقاد... (إلعب!). وبالكاد تلتقي، عرضاً، بالأكثر تمسكناً حتى يمثل، خلال لحظات، بجثث الجميع، بمن في ذلك أقرب أصدقائه، وذريعته القلق على واقع الحركة الثقافية (يا سلام!)..

لا يعجبهم غياب الحرية، لأنّ وجودها يعني، بالنسبة لهم، شرعية لطريقة عيشهم على حساب الآخرين، والتفرغ للشرب إلى ما شاء تشمع الكبد أو السرطان.

كذلك لا يعجبهم انتفاء العدالة الاجتماعية، وفي القزم منهم ديكتاتور، ينتظر أوّل فرصة لممارسة هواية إقامة المجازر، لتكون العدالة قبراً جماعياً.

يرثون لهبوط الذوق العام، وانخسافه إلى أسفل سافلين، حتى باتت الرداءة عنواناً لعصر الانحطاط هذا، والغريب أنهم بدل الاشتغال على معطيات جمالية جديدة، راحوا يداهنون هذا الذوق، فكتب شاعر نثري، من الأجيال المتأخرة، مجموعة كاملة عن النورانية والروحانية الدينية التي يعيشها، ولما أدرك أنّ أحداً لم يكترث به، قال: في أمسية شعرية، وكأنه يتسوّل اهتماماً من أيٍّ كان: (إن قصائدي في مديح الرسول العربي).

يتحدثون عن الشباب الجديد متصنعين رغبة كبرى في التغيير، والانقلاب على كل ما هو قائم، وحين تجلب الصدفة شاباً يفعل ما لا يحسنونه، قراءة وكتابة ومحاكمة... يصبح اسمه السري: الولد. هكذا في العادة يمسخون من كان، منذ فترة، مهديهم المنتظر.

ليسوا أكثر من مرضى، يزخرون بعاهاتٍ وتشوّهات وعللٍ، تحتاج الكثير من الرعاية، بغية إعادة التأهيل، هذا ما تخلص إليه بقليل من التأمل السيكولوجي لسلوك أحدهم. فثمة من يحاول التلويح بأنّه ملاحقٌ أمنياً، وثمّة من يزعم أن شيوخ الأزهر مختلفون حول دراساته، وهكذا دواليك..

باختصار، مع أنّ حديثاً كهذا يأبى الاختصار، هؤلاء كلهم وإن كتبوا، فهم لا يكتبون شيئاً.

■ رائد وحش

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على الأحد, 20 تشرين2/نوفمبر 2016 22:24