قيس مصطفى قيس مصطفى

محمود حميدة: كيف يكون في سورية مهرجان لا تمثلها فيه أفلام؟

تعد السِّينما المصريَّة إحدى أهم صناعات السِّينما في الوطن العربي، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، فالفن السَّابع في أرض الكنانة لم يكن بأحسن حالاً مما هو عليه على أيدي نُخبة من السينمائيين المتميزين ومنهم النجم الكبير محمود حميدة الذي يُعتبر حالة جادة ومتميزة في السينما المصرية، من خلال عمله كممثل ومنتج. هو صاحب مشروع سينمائي، يقوم على فهم معين للشاشة الكبيرة يتمحور حول أن كل ما يعرض عليها هو صناعة قائمة بذاتها أوجدوا لها فناً ثم تحولت إلى تجارة.. على هامش مهرجان دمشق السينمائي التقينا حميدة وكان لنا معه الحوار التالي.

• مارأيك بمهرجان دمشق السينمائي لهذا العام؟ هل من جديد في هذا المهرجان بالنسبة لدورات سابقة؟

تبقى فلسفة المهرجان كما هي، لم تتبدل ولم تتغير، جئنا هذا العام بألعاب نارية.. انظر للتطور، بدلاً من أن يركبوا جملاً ركبوا سيارة.. أنظر للتطور. إنه المفهوم نفسه الذي يعمل به كل العرب، أن هذا عرس أو فرح، وإن مات عزيز لدينا ألغينا الفرح؟ ما معنى ذلك؟ معناه بأننا لا ندري ولا نعلم أن السينما صناعة.. المهرجان هو صناعة، وآخر شيء يأتي في الأهمية هو المنتج أو الموضوع الذي تدور حوله مسائل المهرجان. نعمل مهرجاناً للملابس، لسباق الإبل.. المهرجانات لها أهداف أولية عدا الموضوع، مثلاً كندا هي من أهم بلاد العالم في صناعة السينما، وهي من أقل البلاد الصناعية السينمائية إنتاجاً للأفلام، وهي أكثر بلدان العالم إنتاجاً لمهرجانات السينما، فكيف يكون في سورية مهرجان للسينما ولا يوجد إنتاج سينائي ولا يمثلها في المهرجان أفلام.

• إذاً هل تؤيد الهجوم الذي شنه سينمائيو سورية التاريخيون على المهرجان، وما صرح به المخرج السوري محمد ملص لجريدة السفير حين خاطب القائمين على المهرجان بـ «استحوا على أنفسكم»؟

هذا كلام الأفراح، فلا يوجد عندهم عروس تتزوج الآن، فلماذا يعملون عرساً؟ محمد ملص لا يعرف ماذا يقول، والذي يقول هذا الكلام لا أتحاور معه فليس لديه أوليات الموضوع حتى نتحاور.

• من الشائع والمعروف عنك بأنك تمثل السينمائي الجاد صاحب المشروع وعملت الكثير من الأفلام الجادة من «المصير» إلى «جنة الشياطين» إلى «بحب السيما» و«حرب الفراولة»، ولكنك بالمقابل اشتغلت أفلاماً تجارية، لماذا اشتغلت مثل هذه الأفلام؟

لي في رصيدي ما يقارب خمسين فيلماً، وطبعاً أنا كمهرج وأنت كمتفرج لك السيادة ولا أستطيع رد كلامك، ولنقم بفرز هذه الأفلام لنرى ما الغث منه وما الجيد وما الذي نظنه على السواء، يمكن أن أقول عن فيلم بأنه ممتاز وأنت تقول عنه بأنه سيء، وأنا مشروعي السينمائي الأصلي أن أصنع أفلاماً، وخلال الرحلة العالم يتطور، يزداد خبرة فموقفه متبدل على الدوام، فلا يوجد موقف ثابت، ومن يقول بأن هناك موقفا ثابتا فإنه يخرِّف، ويقول بما لا يعرف، وكل شيء متطور ولكن نحن يحلو لنا أن نثبت الأشياء كي نراها جيداً

• على خلفية فيلم «بحب السيما» رفع رجال دين مصريون دعوى قضائية ضد الفيلم وطالبوا بإيقاف عرضه، وشهدت مصر حالات شبيهة في مختلف المناحي الثقافية وليس في السينما فقط، وأريد أن أسألك هنا عما يحدث في مصر على صعيد حرية التعبير؟

الحريات في هذا الموضوع كبيرة و بابها مفتوح على مصراعيه، فأي شخص يريد أن يقول شيئاً في مصر يقوله بصوت عال ولكن ماذا يقول؟ وهذا هو المهم، وأنت قلت بأن رجال دين طالبوا بوقف العرض ونسيت أن تقول بدون أن يشاهدوه. وهنا انتهى الحديث وافعل ما تراه مناسباً.

حين نناقش أمراً هو أصلاً في الخيال نقارنه في الواقع، فنقول قبلها قبلة عنيفة في الفيلم، وفي الواقع نقول بأنهما يحبان بعضهما وإن بينهما علاقة، ما هذا ؟ إنه كلام لا يستقيم وأي شيء يترتب عليه لا يستقيم فالفيلم موضوعه اجتماعي فنقلناه دون أن نشاهده إلى منطقة أخرى « المعتقد الاجتماعي» ثم ننقله إلى منطقة أخرى دون أن نشاهده أيضاً إلى منطقة التعصب الفعلي الاجتماعي، أنا ابن مصر وأنت ابن سورية أنا مسلم وأنت مسيحي، هذه حالة من العداء مؤسسة على أشياء خاطئة!!!