أسبوع ثقافي فنزويلي في ثربانتس: عالم أصيل ورنّان

بحبّ واحتفاء كبيرين استقبلت السفيرة الفنزويلية في دمشق، د.ضياء نادر العنداري، ضيوف «الأسبوع الثقافي الفنزويلي» يوم الأحد الماضي في المركز الثقافي الإسباني بدمشق «ثربانتس».

د. العنداري، بزيها الشعبي، تكلفت بمهمة توضيح غاية الأسبوع الثقافي. كما أخذت تعلّق على الصور الفوتوغرافية «عالم رنان» التي ترصد تفاصيل من حياة بلدها وأهله. بدأت حديثها للجمهور بشرح اسم فنزويلا.. عربيتها كانت تخذلها عند بعض المفردات، لكنها بخفة دم ومرح طفولي كانت تستعين بصورة ما من الصور المعلّقة ليرمي أحدٌ إليها بالمفردة التي تريد. «فينيسيا الصغيرة» هي فنزويلا، أي البيوت العائمة في الماء، فالسكان الأصليون بنوا بيوتهم داخل الماء، كما هي فينيسيا «البندقية» الإيطالية.

بعد الجولة بين الصور الضوئية، تحدّث كل من مدير المركز السيد باولو مارتيني، والسفيرة، عن العلاقات السورية الفنزويلية المميزة «في فنزويلا عدد من المهاجرين السوريين، والعلاقات بين سورية والجمهورية الفنزويلية البوليفارية قوية ووثيقة» قال مدير المركز. تلته في الحديث السفيرة التي بينت أن الأسبوع يأتي في سياق احتفالات بلادها بعيد الاستقلال، بعد قرابة قرن من النضال، ضد الاحتلال الإسباني.. وهنا عانقت مدير المركز بحبّ.. وأكدت بعد مزحتها الطريفة تلك على أن الاستقلال الحقيقي هو تحقيق السيادة، خاصة أنّ شعار هذه الاحتفالات هو: «فنزويلا سيّدة حرّة». كما وتطرقت إلى ما تتعرض له بلادها من ضغوط، مثل الكثير من دول أمريكا اللاتينية، ودول العالم كإيران وسورية، وأنّ نضال الشعوب يجب أن يستمر ضد الغطرسة الأمريكية، «حتى نصل إلى عالم متعدد الأقطاب» حسب تعبيرها.

بعد ذلك عرض فيلم «بوليفار خالد» الذي يتحدث عن المراحل الأساسية في حياة سيمون بوليفار... وفي الأيام التالية عرضت أفلام عديدة منها: «سانغرادو» للمخرج ليوناردو إنريكيث وكاتبه والذي يعتبر صياغة حرة  للعمل التراجيدي»ماكبيث» لشكسبير، حيث تدور أحداثه في بداية القرن العشرين. «الرجل الآلي» الذي يقص حكاية الرجل الآلي ديف في محاولاته الحثيثة للتخلص من  عالمه الآلي، وفيلم «مغامرة أوسكار السحرية» الذي يركّز على أوسكار صبي الثامنة وقصة شغفه بالطيران.

وفي تصريح خصّت به «قاسيون» قالت سعادة السفيرة مرددة جملة من أقوال بوليفار: «صحيح أننا تخلصنا من الاستعمار الإسباني، ولكن سيأتي عدو أخطر».. مشيرة إلى واقع السياسة العالمية الآن، حيث يتمثل هذا العدو في الوحش الأمريكي الذي يهدد لا فنزويلا وحدها، ولا دول أمريكا اللاتينية، بل كل دول وشعوب العالم.. ورأت أنّ شعارات تشافيز «تكامل، تكافل، تضامن» تتجسد في هذا الأسبوع الذي يقدم ملمحاً من الهوية الثقافية لبلد يخوض معركة «سيادته الحقيقية» التي لا تتحقق إلا بوصول دول العالم الثالث جميعها إليها.

آخر تعديل على السبت, 03 كانون1/ديسمبر 2016 11:41