أحبكم.. هشام الباكير

كتب هشام الباكير هذه الكلمات الدافئة أثناء تواجده في الصين، وعُثر عليها مصادفة بين أوراقه بعد شهور من وفاته..

لمن لم يتسنّ له التعرف على هشام، هذه السطور هي خير معبر عن شخصيته الشفافة..

الشوق ينهش روحي

يفتت الجراحْ

تطول المسافات وتطول

وتزداد وحشة المكان

قلبي يخفق بذكريات ستأتي... بعد طول انتظار

أنتم أجمل ما في الوجود..

ما طعم الحياة وضحكاتكم لا تصلني؟

لماذا رائحة العيد، ولماذا تغرد الطيور كل صباح

إذا كان سحر عيونكم ليس هنا؟؟

لماذا يأتي الصباح، أو لماذا يسافر؟؟

أنتظره عندما يأتي، وأودعه عندما يغادر ...

هكذا كل يوم وفي كل إشراقة له

أنظر في البعيد.. عبر آلاف الأميال

أمي التي لا تفارقني ضحكتها، صبرها، خيبتها، عزيمتها ..

أطفالي... إخوتي.. أصدقائي.. أحبائي..

قلوبكم تجلس بقربي الآن..

صوركم لا تغيب..

الهجر، البعد، غربة الروح، المكان، الرجاء

أنا ذلك المفقود بين حقائب السفر 

ذلك المهاجر بغصة الأمل

ذاك الكائن في ثنايا الحياة

إرادة الغد تدفعني نحو الأمام

لكن قلبي قد غادرني منذ البعيد ...

يجلس الآن معكم.. يخفق لكم وبكم

افعلوا به ما تشاؤون

لكن دعوه ينبض ..

اتركوه وإن خابت نبضاته

يعتصر دماءه في كل مرة

وفي كل مرة سيقول: أحبكم..

الصين 2006/12/15