سناء عون سناء عون

سرّ هذا الحب

يتساءل الكثيرون من أين ينبع هذا الهيام العالمي بكرة القدم؟ ولماذا ترسمه هذه اللعبة بالتحديد؟ هي حالة عشق، دون شك، والعشق يأتي كما أحسب، من منطقة لها علاقة بالغريزة!!

الاستمتاع بمتابعة اللعب، وقت حرّ للصراخ والهذيان والجنون، فرصة لإطلاق كل كلمات الإعجاب والحماس، أو لإطلاق الشتائم والكلمات النابية واللعنات على أشخاص لا نعرفهم إلا بألوان قمصانهم وأرقامها، هذه كلها تأكيدات على الغريزية التي تحكم العلاقة مع الرياضة الأكثر شعبية في العالم.

لكنها من جانب آخر تمثيل للحرية المطلقة على الملعب الأخضر، الحرية التي يحكمها قانون اللعبة (غير المعقد)، وهذا ما يجعل منها مجازاً لحياة مشتهاة لدى البشر جميعاً.

نحب الكرة لأنها الحياة، الحياة بكل فرحها وفرصها وقوانينها التي نحلم بأن تحقق. ونحبها بما تمثله من روح العمل الجماعي الذي يثمر فوزاً، أو بالحد الأدنى، أملاً متاحاً. ولأنها الهوس الذي لا يعرف الفرق بين الجنسين. ولأنها فرصة لبروز الدول المغمورة أو المنهوبة أمام الدول التي تستولي على الساحات والثروات والقرارات العالمية في كل قطاعات الحياة.

ترى لماذا لا يحدث هذا بمهرجان دولي للسينما مثلاً، مع أن ممثلي السينما هم الأكثر وسامة وشهرة ويعشقون بالطريقة نفسها التي يعشق بها نجوم كأس العالم؟؟ الجواب بسيط لأن اللغة في عالم الكرة لغة واحدة قادرة على أن تخترق كل حواجز اللغات.. إنها الغريزة مرة أخرى!!

أهمية الكرة أنها تعمل على توحيد العالم بالحب للعبة، مجرد لعبة. ولكن بالتأكيد ليس هذا كل ما في الأمر، ويبقى كل ما يقال عن كرة القدم مجرد تكهنات، وستبقى أكثر الأسئلة حولها بلا أجوبة.