ربما ..! على جبهة المونديال

حُسمتْ معركة البثّ الحصريّ للعرس الكرويّ في جنوب أفريقيا لمصلحة شبكة «الجزيرة». قبلها بقليل كان الناس في حيرة من أمرهم حيال ذلك؛ إذ كيف يمكن لهم الاستمتاع بالفرجة والاشتراك باهظ جدّاً. تلفزيوننا الوطنيّ أدرك أهمية الحصول على حصّة من هذه الكعكة، فمن جهة سيخفّف على السوريين أعباء ماليةً، ومن جهة أخرى سيشدّ المشاهدين إلى قناتيه الأرضيتين المنسيتين، ورغم أنه لم يستطع شراء أكثر من (22) مباراة قيل إنها كلفت حوالي (10) مليون دولار، كان السرور واضحاً بالخبر في مختلف الأوساط. طبعاً الفرحة لم تكتمل لدى الناس الذين كانوا في مواجهة معلقين رياضيين يسيئون للمزاج، ولا لدى التلفزيون العربي السوري إذ راحت الجزيرة تبث على قناتها المفتوحة كثيراً من المباريات التي حصل تلفزيوننا على حق بثّها، مما فوّت فرصة شدّ المشاهدين، لصفقة إعلامية بلا أهمية على الإطلاق!!

كل ذلك لا يعني شيئاً أمام الضربة اللعينة التي جاءت مباغتةً من القمر العبريّ، حيث راحت اثنتان من أقنيته تبثان المونديال كاملاً، إحداهما أخذت تنقله بتعليق عربيّ، مع إستديو تحليل رياضيّ باللغة العربية أيضاً. وهو قاد الكثير من فقراء الوطن إلى توليف صحونهم على ترددات قمر «بني صهيون».

البث بهذه الطريقة يأتي طبعاً من معرفة (إسرائيل) الكاملة أن معركتها لا تنحصر على جبهة واحدة، بل هي جبهات وجبهات، إحدى أهمها الجبهة الإعلامية، وهذا يعني أننا نُجرّ من آذاننا جرّاً إلى زيف العالم الصهيوني بشكل ذكي ومدروس، فكلنا يعرف أنه ليست لدى هذا الكيان أي نية خير تجاهنا نحن العرب.. من ينسى المشاريع والخطط للتخلص من عرب 48؟؟ ومن يغيب عن باله ما جرى مع النائبة العربية حنين الزعبي في «الكنسيت»؟؟

تعبّر عملية الاستقطاب (الإسرائيلية) عن رغبة قديمة لدى الصهاينة في جذب المواطن العربي، ومن ثم الاستيلاء على وعيه، رويداً رويداً، لجعل ضياع الحقوق أمراً واقعياً، وبالتالي التسليم بوجود هذا الجسم الغريب في جسدنا الجغرافي الواحد، فكم من مرة حاول الصهاينة، منذ زمن الهوائيات اللاقطة، جذبنا ولو عبر أفلام (السكس)؟!!

عندما أُطلقوا قمرهم الصناعي قالوا إنه من أجل (300) مليون زبون عربي.. إذاً حتى هنا يجب أن نعي أننا في حرب مفتوحة.. فهل من مجيب؟؟ 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.