شباب القدس تحت مجهر «الرواة»

«كعك وفلافل» المسرحية الجديدة لفرقة «الرواة» المقدسية تقدّم صورة مصغرة لشباب المدينة المحتلة في معاناتهم الحياتية المريرة، حيث أغلقت الأبواب في وجوههم، ولم يعد من مخرج للإنسان إلا بالتحدث لنفسه عن نفسه.

لهذا ستجول مونوجات الشخصيات حول انهيار المحيط الاجتماعي، وسيتم فضح المستور في قضايا حساسة مثل فصل الضفة عن القدس، وسحب الهويات المقدسية.. عبر قالب ساخر وبسيط بات السمة المائزة لكل أعمال هذه الفرقة العصامية التي ترفض أي تمويل خارجي في وسط تنشط فيه المؤسسات الداعمة كجزء من المشروع الاستيطاني.

تدور أحداث المسرحية في مدينة القدس، كمكان وزمان، حيث تطرح الظواهر السلبية بأسلوب كوميدي هادف كحال ظاهرة المخدرات مثلاً، وسوى ذلك من معاناة الفلسطيني على الحواجز، وفي مكاتب وزارة الداخلية.

وقد استطاع الممثلون، وهم يظهرون لأول مرة على الخشبة، أن يجسدوا شخصياتهم باقتدار، وهذا يعود إلى جهود المخرج إسماعيل الدباغ الذي يصر على المسرح بوصفه سلاحاً، فيقول: «يجب أن يظل المسرح الفلسطيني برياً وغير مدجن كي يشكل هوية ثقافية حرّة تخدم الإنسان أينما كان»، ويوضح الدباغ آلية عمل الفرقة بقوله: «نستلهم التراث الحي لشخصية الحكواتي لنحكي قصصنا من على خشبة المسرح، ولنطور أدواتنا الفنية والإبداعية, وهذا ما فعلنا في أعمالنا السابقة والتي جالت في عدة عواصم وتركت الأثر الطيب عن المسرح الفلسطيني».