«الثامن عشر من برومير..لويس بونابرت»

«الثامن عشر من برومير..لويس بونابرت»

«يصنع الناس تاريخهم بيدهم، لكنهم لا يصنعونه على هواهم، إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم، بل في ظروف يواجَهون بها، وهي معطاة ومنقولة لهم من الماضي. إن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم كالكابوس على أدمغة الأحياء، وعندما يبدو هؤلاء منشغلون فقط في تحويل أنفسهم والاشياء المحيطة بهم، في فترات الأزمات الثورية على وجه التحديد، نراهم يلجؤون في وجل وسحر إلى استحضار أرواح الماضي.. لكي يمثلوا مسرحية جديدة على مسرح التاريخ العالمي..» 

 

صدر مؤخراً كتاب «الثامن عشر من برومير/ لويس بونابرت» لمؤلفه كارل ماركس، في طبعة جديدة، هي الطبعة الأولى الصادرة عن دار الطليعة الجديدة.

يصف فريدريك أنجلس كتاب صديقه ماركس، بأنه عمل عبقري حقاً، إذ قدّم ماركس في كتابه عرضاً موجزاً ساخراً لاذعاً بسّط فيه كامل مجرى التاريخ الفرنسي منذ شباط 1851 إثر الانقلاب الثاني الذي قام به لويس بونابرت ) ابن أخي نابليون الأول) والذي نودي به امبراطوراً لفرنسا باسم نابليون الثالث.

كتب ماركس هذا الكتاب بين كانون أول 1851 وآذار 1852. ونشر في مجلة «Die Revolution »في نيويورك. يؤكد ماركس أنه من بين المؤلفات التي تناولت الموضوع نفسه والتي ظهرت في الوقت ذاته تقريباً مع هذا الكتاب هناك اثنان جديران بالاهتمام: (نابليون الصغير) لفيكتور هوغو، و(الانقلاب) لبرودون. 

ويتابع ناقداً، أن «هوغو اقتصر على حملات لاذعة وبارعة النكتة ضد ناشر الانقلاب المسؤول، والحادث نفسه يبدو في مؤلفه كأنه صاعقة في سماء صافية. وهو لا يرى فيه سوى عمل عنيف قام به فرد واحد. أنه لا يلاحظ أنه يعظم من شأن هذا الفرد بدلاً من أن يصغره.. أما برودون فهو يسعى لتصوير الانقلاب على إنه نتيجة لتطور تاريخي سابق ولكن تفسيره غدا بصورة غير ملحوظة تبريراً تاريخياً لبطل هذا الانقلاب، أما أنا فأثبت كيف أن الصراع الطبقي في فرنسا قد أوجد الظروف والعلاقات التي مكنت شخصاً عادياً مضحكاً من أن يؤدي دور البطل».

يقع الكتاب في 189 صفحة من القطع المتوسط.