مشعل شيخ نور مشعل شيخ نور

حسني البورظان.. وفكّ الأحجية القديمة

«إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في إيطاليا فيجب أن تعرف ماذا يحدث في البرازيل.. وإذا أردت أن...».. تحدث مشكلة أو «مقلب»، ويتوقف البورظان عن الكتابة، وتنتهي الحلقة، ثم ينتهي المسلسل، ويبقى مصير تلك المقالة مجهولاً إلى الأبد.. هذه صورة جانبية جزئية لأحداث الدراما الفنية الشهيرة «صح النوم».

 

اليوم، وبعد مرور نحو خمسة وثلاثين عاماً على إنتاج ذلك المسلسل، وجدنا أنفسنا - نحن السوريين- نتابع فجأة أحداث دراما واقعية من المسلسل ذاته.. أي مسلسل «صح النوم» بعد بدء صحوة العرب الذي نشهده الآن على شاشات التلفزيون..

الحلقة الأولى من  هذا المسلسل الواقعي الشيق شهدت هروب الرئيس التونسي، الذي فهم أخيراً بعد عشرين عاماً من سوء الفهم أن الدكتاتورية إلى زوال!!

أما الحلقة الثانية التي لم تتأخر كثيراً، ولم تسبقها إعلانات تجارية، بل إعلانات إلكترونية للاعتصام والاحتشاد، فقد انتهت بفهم مبارك للحقيقة ذاتها بعد تعنت أطول، وقام الشعب بتنحيته عن السلطة بصورة مشابهة إلى حد كبير لما جرى في الحلقة الأولى، مع اختلاف بروعة الأداء..

ولم تتأخر الحلقة الثالثة من المسلسل، بل وبدأت بطريقة مفاجئة، وكان بطلها دون منازع العقيد القذافي، الذي أبى أن يكون مصيره كمصير سابقيه، وبقي معنداً على كرسيّه، وراح يسفك الدماء، وجلب أعداء شعبه لـ«يدافعوا» عن شعبه، وما يزال مصراً على عدم الفهم رغم أن حلقته انتهت، وفات وقته ووقتها.. وليكن الله في عون الليبيين على تبعات الحدث والفرجة والضيوف الذين وصلوا بالطائرات..

وبدأت الحلقة الرابعة في اليمن، ثم في عمان، ثم في البحرين.. وهكذا..، دون حسم نهائي  لمصائر الحكام فيها.. والسؤال: «بُكرة رح يكون دور مين؟»، فالنتيجة حتى الآن (على الأغلب) هي (3) لمصلحة عرب إفريقيا مقابل (0) لعرب آسيا.

يبدو أن البورظان قد عاد اليوم من عالم الموتى، وشرع بالكتابة من دون مقاطعة أو مقالب أو رقيب، وراح يقول: «إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في اليمن فيجب أن تعرف ماذا يحدث في ليبيا ومصر وتونس، وإذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في عمان والبحرين، فيجب أن تعرف ماذا يحدث في اليمن، وإذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في ..... فيجب ان تعرف ماذا يحدث في... و.. و.. و... الخ..

ولمن يهمه أن يعرف ماذا يجري، فيجب أن يعرف وصفة السقوط المكونة من ثلاثة شروط وهي:

1 - الاقتصاد المرتبط بالإمبريالية العالمية والليبرالية الجديدة والصناديق الدولية..

2 - غياب الديمقراطية الذي ينتج عنه الفساد والقمع وانعدام الحريات..

3 - نسيان الصراع العربي- الإسرائيلي، والتطبيع مع العدو..

ملاحظة: هناك من يزعم أن توفر شرط واحد مما سبق يكفي للسقوط..