رحيل الروائية دوريس ليسينغ

رحيل الروائية دوريس ليسينغ

حائزة جائزة نوبل ترحل بعد أن تركت ستين كتاباً في القصة القصيرة والرواية والشعر والنقد والمسرح بل والأوبرا.

توفيت الروائية البريطانية دوريس ليسينغ الحائزة جائزة نوبل للآداب في العام 2007، الأحد 17/11/2013، عن 94 عاماً في لندن على ما أعلن وكيل أعمالها جوناثان كلوز. 

ولدت دوريس ليسينغ في 22 تشرين الاول/اكتوبر 1919 في كرمانشاه في إيران، وهي صاحبة نتاج غني يضم حوالى خمسين عملاً جعلت منها رمزاً للماركسيين والمناهضين للاستعمار ولنظام الفصل العنصري والحركات النسوية.

 

وضعت ليسينغ حداً لتعليمها الرسمي في الثالثة عشرة، وقد أعلنت ذات مرة أن الطفولة البائسة تنتج على ما يبدو أدباء، "لا شك أني لم أفكر وقتئذ في أن أكون كاتبة – ما دار ببالي سوى أن أهرب، طيلة الوقت".

 

وقال وكيل اعمالها وصديقها جوناثان كلوز "لقد رحلت بهدوء في منزلها في لندن هذا الصباح... لقد كانت روائية رائعة مع ذهن ملفت وخلاق".

 

حين نالت ليسينغ جائزة نوبل عام 2007 وصفتها لجنة التحكيم السويدية بأنها "كاتبة أخضعت بشكوكها وحسها المتقد وقدرتها على الابتكار حضارة منقسمة للفحص والتمحيص".

 

لم تنبذ ليسينغ نوعاً أدبياً إلا وطرقته لتخلف لنا ستين كتاباً في القصة القصيرة والرواية القصيرة والرواية والشعر والنقد والمسرح بل والأوبرا.

 

واعتمدت في كتبها غير القصصية على التزامها الجاد بالشؤون السياسية والاجتماعية معبِّرة عن الصدام بين الثقافات والظلم الفادح الناجم عن التفرقة العرقية والصراع بين عناصر متضاربة داخل شخصية الفرد والانقسام بين ضمير الفرد ومصلحة الجماعة.

 

وتشجب قصصها القصيرة ورواياتها الدائرة في أفريقيا - المنشورة في العقد السادس من القرن العشرين - طرد المستعمرين البيض للسود من أراضيهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، كما تفضح عقم ثقافة البيض في أفريقيا.

 

وكانت دوريس ليسينغ ابنة ضابط سابق في الجيش البريطاني مارس مهنة المصرفي قبل ان يهاجر مرة جديدة الى روديسيا، زيمبابوي الحالية حيث سيشتري مزرعة.

وانتقلت أسرة ليسينغ عام 1924 إلى المستعمرة البريطانية روديسيا الجنوبية وقتذاك، طلباً للثراء عن طريق زراعة الذرة. اشترت الأسرة مزرعة، إلا أنها لم تدرّ أرباحاً على عكس التوقعات, ومن هذه التجربة استوحت قصتها "هجوم معتدل للجراد" (1955).

 

ومن خلال طفولتها الافريقية التي لازمتها طوال حياتها، والتزامها السياسي ومناهضتها لنظام الفصل العنصري، بنت ليسينغ نتاجاً انتقائياً يراوح بين الحكايات التاريخية والخيال العلمي مروراً بالمسرح.

غالباً ما يصطبغ أدب ليسينغ بصبغة سيرتها الذاتية، إذ نبع عدد من روايتها من طفولة تعيسة كابدتها وعلاقة مضطربة جمعتها بوالديها ونشأتها الأولى في أفريقيا. تتراءى علاقتها بالدين غائمة إلا حين وصفت طفولتها في مدرسة للراهبات بأنها "مزيح غير متساو من القليل من المتعة والكثير من الألم".

 

ويروي كتابها الأشهر «ذي غولدن نوتبوك» الذي صدر العام 1962 قصة كاتبة ناجحة تكتب يومياتها على أربعة دفاتر صغيرة مختلفة: أسود مخصص لعملها الأدبي وأحمر لنشاطاتها السياسية وأزرق تحاول فيه إيجاد الحقيقة من خلال التحليل النفسي وأصفر لحياتها الخاصة. فيما يسعى دفتر خامس هو «الدفتر الذهبي» إلى القيام بحصيلة لحياتها في مهمة مستحيلة.

 

ومن أعمالها الأخرى أيضاً «غوينغ هوم» (1975) الذي تدين فيه نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا و «ذي غود تيروريست» (1986) حول مجموعة من الثوريين من اليسار المتطرف.

 

المصدر: ميدل ايست أونلاين