كيف ألتقى الخنزير بالخفاش المزعوم؟

كيف ألتقى الخنزير بالخفاش المزعوم؟

تجلس في غرفتك، أما تلفاز أو حاسوب.. لا فرق. تشاهد «بحرية» تامة ما يعرضه عليك إعلام العالم الحر! فأنت حر، تملك خيار المشاهدة أو الاستماع لما تبثه وتنقله آلاف المحطات الفضائية والإذاعية ومواقع الويب.

 خلف هذه التكنولوجيا المتطورة، يجلسون «هم»، يصنعون لك مواداً وبضائع مختلفة، سينما وأغاني وصحف وإعلام وكتب وبرامج تبدو لك مختلفة ومتنوعة الأشكال والاتجاهات.. ولكن الحقيقة ان كل ما يقدمونه لك في جوهره ذو اتجاه واحد هدفه خداعك وتنويمك دون أن تدري ما حصل فعلاً!

رعب «الأوبئة الفتاكة»! 

أنتجت هوليوود أفلاماً سينمائية عديدة تناولت فيها تصورات عن ظهور فيروس أو وباء فتاك ينتشر في العالم خلال أيام، وقد تختلف سيناريوهات تلك الأفلام عن بعضها من ناحية نوع الفيروس والوباء، ولكنها تتفق جميعاً، من خلال سرد قصة الانتشار العالمي لها، على المنقذ الوحيد في العالم وهو الأمريكي!

وفي نهاية كل فيلم، تظهر الحقيقة!  فقد جرى تصنيع «الفيروس» في مخابر الشركات الدوائية العالمية الخاصة، و«تسرب» عن طريق الخطأ وانتشر بين البشر، وتقوم منظمة الصحة العالمية، ودائرة الصحة الأمريكية «حصراً» باكتشاف الدواء «بعد جهد كبير»!.

تُظهر هذه الأفلام السينمائية ضمناً فكرة «الرعب» التي يحاول الجهاز الإعلامي ترسيخها عند الإنسان الأمريكي، ويجري نشرها بالطرق والأشكال جميعها.

«Contagion»

يعتبر فيلم « Contagion » أو «مرض معد» مثالاً فاقعاً على هذا النوع من الأفلام. يدعي الفيلم أن خنزيراً ما، امتزج دمه بدم خفاش ما، في مكان غير معروف، فنتج عنه فيروس فتاك انتشر بين البشر بطريقة ما.

يقضي هذا الفيروس على أعداد هائلة من البشر، وتبدأ منظمة الصحة العالمية ودائرة الصحة الأمريكية بالبحث عن دواء له. وتؤدي جهودها في نهاية الفيلم إلى اكتشاف الدواء، فيبدأ العلاج الجماعي للبشرية ويختفي الفيروس!

مجرد «مثقف مجنون»!

في الفيلم يكتشف أحد الصحفيين صدفة أن هذا الوباء جرى تصنيعه في مخابر شركات الدواء الخاصة، ويقوم بتسجيل معلومات وتصوير أفلام وكتابة نصوص حول ذلك ويبدأ بنشر قصته، هنا تبدأ ملاحقته من قبل أجهزة المخابرات حتى يتم إلقاء القبض عليه.

يتم إظهاره كـ«مثقف مجنون» أو أحد غريبي الاطوار، من هؤلاء الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم! تشبه هذه الصورة الواقع كثيراً، وتعتمد على مبدأ أساسي في السياسة الأمريكية المتبعة لمثل هكذا حالات والتي وضعها آلين دالس نهاية أربعينيات القرن العشرين أثناء الحرب الباردة، وتقوم بإظهار الأشخاص الذين يعرفون الحقيقة كـ«مجانين» ويجري إطلاق حملة إعلامية موضوعها السخرية منهم، ثم لاحقاً يجري اعتقالهم وإخفائهم!

المصلحة أولاً.. وقبل كل شيء!

هناك الكثير من الحقائق التي لا يناقشها هذا النوع من الأفلام، حقائق صادمة لا تريد هذه الأفلام ذكرها، أو حتى المرور بها، ومنها أن شركات الدواء العالمية «المأزومة» تشارك في كثير من الأحيان في حروب الإبادة ضد البشر!  رغم أن مهمتها الأساسية مختلفة في الشكل، ومع ذلك يجري توظيف التجاوزات «المطلوبة» لمصلحة الشركات ومن يتحكم بها!

لم تكن هذه العملية وليدة اليوم، بل حدثت مراراً وتكراراً، ولعل أكبر مثال على ذلك ما حدث في الحرب العالمية الثانية، فقد طلب اليابانيون من شركات الأدوية تصنيع نوع من أنواع «الطاعون» الفتاك، وقد تم تصنيعه فعلاً على شكل بودرة من أجل وضعه للاستخدام الواسع على شكل قنابل وقذائف.

وكان من المخطط أن يجري استخدام هذا (الداء/السلاح) لقتل ملايين البشر، ولكن انتصار القوات السوفييتية حينها منع استخدام هذا السلاح وارتكاب مجزرة بحق ملايين الناس.

حقيقة معاشة!

تنتشر اليوم الكثير من الأمراض والأوبئة، والفيروسات الفتاكة، «انفلونزا الطيور، والخنازير وإيبولا وكورونا.. الخ». ولم يعد خافياً على أحد اليد الخفية المتورطة في مشاريع المالتوسية الجديدة التي تخطط لتخفيض عدد سكان الأرض من خلال نشر الحروب والمجاعات بالإضافة إلى الاستثمار في «الأوبئة والأمراض»، وشيئاً فشيئاً تتحول «حالة الرعب» التي تنشرها الأفلام السينمائية وبعض ووسائل الإعلام إلى حقيقة معاشة!