إغاثة الملهوف!
خليل صويلح خليل صويلح

إغاثة الملهوف!

كنت أفكّر لو أن أحدهم، أعلن عن تأسيس حزب باسم «الفساد»! سيستهجن الجميع الانتساب إلى هذا الحزب، ولكنه في الواقع، سيكون أضخم حزب سرّي. بالطبع سيكون شعاره «فاسدون ولا نخجل». سأتجاوز النظام الداخلي لحزب كهذا، يمتلك فروعاً في كل المدن والقرى، لأتوقف عند خبر نشرته الوكالات أخيراً بعنوان «ثري عربي يشتري قطعة ملابس داخلية للاعبة التنس الروسية كورنيكوفا بـ30 ألف دولار». لم أستغرب الخبر، 

ولا حتى توقيته، فهذا الثري عربي أصيل وشهم ومقدام وفارس شجاع، يغيث الملهوف، ويتمتع بروح رياضية عالية، فوسط صخب الثورات العربية، وانشغال المتظاهرين بالحرية والكرامة وما شابه، خشي هذا الثري أن يذهب هذا الكنز إلى ثري مندس، ومعاد للعروبة، فيفقد العرب هذه التحفة النفيسة التي سترفع رؤوسهم عالياً بين الأمم. 

 لا شك أن هذا الثري يتمتع برؤية مستقبلية خارقة، ففي حال شحت الأقمشة من الأسواق، بسبب غزارة الطلب عليها، لكتابة الشعارات، سوف يخترق الجموع، رافعاً قطعة الملابس الداخلية، ليهديها إلى الثوار، وكتابة الشعار المناسب ، أو ربما سيكمل طريقه إلى الأمم المتحدة، مطالباً بمقعد دائم بين الكبار. حينها سيعلن الفيتو أمام أي مشروع قرار مضاد للمصالح العربية. لن يعترض برفع يده، بل برفع قطعة الملابس في وجوه هؤلاء الغزاة، وسيُسقط بيدهم، وتفشل مخططاتهم الجهنمية ضد مصالح العرب.

هناك خطأ ينبغي تصحيحه لصاحبة السروال الداخلي التي علّقت على الحادثة بأن هذا الثري العربي شخص مهووس، وهي لا تتحمل أي مسؤولية عمّا حدث، إذ نصحته بشراء قطعة جديدة لأن ثمنها في الأسواق هو 13 دولار فقط، فالصحيح أن هذا «المهووس» له مقاصد أخرى، ليست مرضية، كما تظن لاعبة التنس الشهيرة، بل قضية وطنية من الطراز الأول، ولطالما أثبت العرب تواجدهم في ساحات الوغى العالمية بقضايا قومية مشابهة، يصعب عدّها، وإلا كيف حصلنا على لقب «خير أمة»!