برنار هنري ليفي: «الحرب دون أن نحبها».. علينا أن نكون حذرين

برنار هنري ليفي: «الحرب دون أن نحبها».. علينا أن نكون حذرين

عبارة علينا أن نكون حذرين ذكرها ليفي في تعليقه على الرسالة التي نقلها ممن سموا ثواراً في ليبيا إلى باراك والموجهة للإسرائيليين..

نعم علينا أن نكون حذرين فليس كل من ادعى المعارضة هو ثائر ووطني.. فمن ينفتح على إسرائيل وأمريكا ويستقوي بهما على الوطن وجيشه هو خائن والخيانة ليست وجهة نظر أو رأياً.. حتى ولو سموها بطولة..

الدار الناشرة للترجمة لم تبين الدار الأصلية التي أصدرته، وربما تكون فرنسية أو صهيونية وهذا الترويج له يكشف لنا أمرين. الأول: حجم الاختراقات الصهيونية سواء في الأنظمة أو المعارضات الوهمية المصنوعة. الثاني: ضرورة مواجهتها علناً وفضح رموزها.

هنري ليفي عمد في يومياته إلى خلط الأوراق والمفاهيم من خلال مقارنات وتشبيهات تحجب الرؤية وتشوه الفكر والواقع والحقائق، لنغرق في متاهات تجعل الانحراف سهلاً بل ومقبولاً، وتصبح الإمبريالية والصهيونية هي المخلص بل وتعمق الفوارق، والانتماءات ما قبل الدولة الوطنية لتفتيت المقسم. مثل حديثه مع رئيس حزب الوفد المصري الذي اعتبر أن إسرائيل جرحاً في خاصرة مصر بينما هو يقول له إن ليبيا تعتبر جرحاً في خاصرتها.

تشبيه ما يحصل في البلدان العربية بما حدث في أوربا الشرقية والوسطى منذ عقدين المقارنة بين يوميات في روسيا في عهد ثورة اكتوبرــ يوميات في برلين في عهد هتلر. استخدام مصطلح «انتفاضة الإسلام الكبرى» منذ الثورة الإيرانية.

كيف دخل القذافي في حياته وسعيه نحوه.. وبعد أكثر من 30 عاماً حتى اكتشف أنه يملك موهبة أن يثير غضبه وكأن الوحي قد جاءه.

لاشك أن تناول اليوميات وما فيها يحتاج إلى كتاب آخر موازٍ لكثرة الخلط والدس فيها لكن سنأخذ عينة منها.

في اليوميات /22/ حزيران تحت عنوان «أشفقوا على إفريقيا» والعنوان وحده يضم إيحاءات بأنه مع شعوب أفريقيا.. هو والغرب عموماً وضد حكامها. ثم يقارن بين موقف بوش في العراق تجاه النظام حيث يقول: (نضرب ضربتنا ونتخلص منهم)، وموقف ساركوزي ضد إطلاق رصاصة الرحمة على القوى الموالية للقذافي بينما ذلك يفسح لمزيد من القتل بحجة أنهم لا يريدون أن يسرقوا من الشعب الليبي انتصاره..!؟ وهذا ما يمارسه الفرنسيون والبريطانيون بدعم المعارضة والمسلحين بعد ما أدركوا هم والأمريكيون المأزمومين أن خيار التدخل الخارجي بات مستحيلاً..

الخميس /23/ حزيران يستمع ليفي إلى إذاعة نوتردام حول الربيع العربي وليبيا ويستمع إلى صوت معلمة دينية له نغمة طفولية تنشد على ما يبدو أحد مزامير داود وليعرف فيما بعد أن هذا الصوت هو صوت أخته الكاثوليكية... فتبينوا مدى الخلط الديني السياسي.

/30/ حزيران تحت عنوان «عندما يحلم الرئيس بصوت عالٍ»، يقول لم أفكر تماماً بما كنت أقوله.. ماكنت أفعله بروح جمهورية وولاء ثم يقر أنه هذه المرة محامي الشيطان قطعاً وهو يتساءل مع الرئيس القذافي ماذا في اليوم التالي؟ ثم يعترف القذافي حسب قوله بأنه يفكر بما يحضر له الأمريكيون والله يعلم إذا كنت غير معادٍ للأميريكيين أم لا...

وصلته بالقذافي السابقة وصلته الحالية بالثوار كما يتبين تظهر الدورالمباشر للفرنسيين وغير المباشر للأمركيين وتبادل لعب الأدوار.

/4/ تموز الاثنين اجتماع سوري في باريس في سينما سان جرمان يعتبر ليفي أنه اجتماع نضالي ومفصلي لعدة أسباب:

1) أنه سابقة.

2) شاركت فيه شخصيات من اليمين واليسار كلوران فابيوس وكوبيه.

3) مشاركة سوريين من كل المشارب وخاصة النساء ومتدينين وغير متدينين، بعثيين قدامى وإصلاحيين ومحافظين معتدلين واعتبر أن هذه كسمة في الثورات العربية وخاصةً وجود النساء.

ومن يقرأ ذلك يعتقد أن هناك إجماعاً سورياً وهو موجود ومشارك في هذا الإجماع، ويبين في حديثه مع أحدهم أنه يهودي وأن العلاقة مع إسرائيل هي مكون من مكونات يهوديته، وأنه لا يوجد يهودي في العالم إلا ويدعو إلى النضال ضد الإسلام الراديكالي المتطرف... وهذا يوحي أنه يجب ضرب كل تحرك شعبي تحت حجة الإسلام الراديكالي المتطرف، وأن الصراع ديني وهو بذلك لا يخفي صهيونيته.

بينما هناك يهود لهم مواقف واضحة ضد الصهيونية العالمية المدعومة من الراسمالية كنعوم تشومسكي عالم اللغويات الأمريكي.

والأربعاء /6/ تموز بعنوان «أنا اليهودي في ليبيا» وهذا العنوان يبين إصراره على أبراز ديانته وليس انتمائه لفرنسا أو حتى اسرائيل.

أيضاً الأربعاء /6/ تموز بعنوان «إسرائيل أيضاً» يقول: لا توجد مشكلة اسمها إسرائيل على ماذا ألام..؟ على مساندتي للثورة الليبية دون أن أنسى مع ذلك وفائي لإسرائيل.

الأربعاء /6/ تموز أيضاً: يتحدث مع سفير بريطانيا ويستماكوت أن مدرج المطار الخاص للعقيد القذافي لم يضرب باي صاروخ وهو مكان الهرب فيقول له السفير هناك باب للخروج وهو هنا ينتظرك (اي القذافي) كلمة منك أو بالأحرى حركة واحدة وتتوقف المعارك.

من خلال هذه اليوميات يحاول ليفي أن يظهر في لياليه كشهرزاد في مواجهة شهريار الملك الظالم... أو ككاوا الحداد الذي قتل الملك الضحاك المجرم هو المخلص للشعوب العربية كالمسيح... بينما هو يسعى لذبحها واستخدام دماءها في كعكتهم..

وآخر ما نود الإشارة إليه هو ظهوره في إذاعة مونت كارلو في 15 آب 2012 في برنامج Lesgrandes Eueules  الذي يستمع له الملايين حيث يطلب من الرئيس الفرنسي هولاند التدخل جوياً لحماية مدينة حلب ضد السلطة المركزية والأمنية دون أن يعترض عليه أي من المشاركين أو معدي البرنامج واستمر 15 دقيقة يصول كمنقذ للشعوب العربية.. وتتصدى له سيدة فرنسية اسمها نينا وقرأت مقالاً له منشوراً في الفيفارو يعلن فيه بكل وقاحة أن كل ما فعله في الثورة الليبية والثورات العربية وفي الغرب والشرق هو لأنه يهودي يحمل راية الصهيونية العالمية وغايته حماية إسرائيل ومصالحها..

يطالب رامبو ليفي بقصف حلب بالطيران الفرنسي خارج مجلس الأمن لحماية الثوار..

وأخيراً للذين يتبجحون ويطالبون بالتدخل الخارجي.. لقد تبين لكل وطني مدى إجرامكم وصهيونيتكم.