« بانتظار المطر » تخرج طلاب  المعهد العالي للفنون المسرحية

« بانتظار المطر » تخرج طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية

قدم المعهد العالي للفنون المسرحية كعادته في كل سنة عرض تخرج طلابه   «قسم التمثيل » على خشبة المسرح الدائري ، من اخراج و سينوغرافيا  : د. سامر عمران ، تعاون فني : أ. زهير العمر، اضاءة : أ. ماهر هربش ، وعلى الرغم من بساطة الإمكانيات المقدمة من إدارة المعهد لإنتاج العرض وضعف – إلى حد انعدام – الإعلان عن هذا العرض، والإشكاليات التقنية في المسرح من انعدام التكييف وضيق المكان ، فقد لقي العرض حضوراً جيداً وامتلاءً كاملاً للصالة من الجمهور المتابع والمهتم بالأعمال المسرحية ( القليلة بطبيعة الحال).

تضمن العرض مجموعة من المشاهد الثنائية مأخوذة عن نصوص لوليد اخلاصي تناولت قضايا اجتماعية حول الحب والعلاقات العاطفية والزواج واشكالياتها في مجتمعنا الغارق بعاداته وتقاليده ومحرماته ، فجاءت هذه المشاهد لتعبر عن معاناة الشباب بعيش قصص حبهم والتعبير عن مشاعرهم الجامحة بعيدا عن كبت وتحريم المجتمع لها.

وقد استطاع الممثلون ( الطلاب) بجهدهم الكبير الواضح وبعملهم على بناء مشاهدهم (نصا وإخراجاً) تقديم هذا الفيض العالي من المشاعر والحالات النفسية المعقدة بدرجات مختلفة .

وهنا يبدو  جلياً تركيز المشرفين (د.سامرعمران ، أ. زهير العمر) على العمل على الممثل فقط دون الاستعانة بحلول إخراجية وجمالية إلا في الحد الأدنى الذي يحقق ربط هذه المشاهد مع بعضها. وإن كان في هذا التوجه إيجابيات عديدة كأن تغني تجربة الطالب وتساعده على اكتساب خبرة من تركيب المشهد درامياً، وتقدم فرصة متساوية لجميع الطلاب لإظهار إمكانياتهم، إلا أنه من ناحية أخرى سبب ضعفاً واضحاً في ظهور ملامح الشخصيات، إذ نلاحظ تركيز على الحالات النفسية والانفعالية عند الشخصيات بما يخدم بناء المشهد ككل، دون العمل على تفاصيل فيزيولوجية، نفسية، حركية، تمايز هذه الشخصيات عن بعضها البعض.

بالإضافة إلى أنه لم يتم إظهار المهارات التقنية التي يتعلمها الطلاب في سنوات دراستهم ( كالليونة أو الرقص أو الغناء وحتى الصوت الذي هو أداة أساسية من أدوات الممثل، والتي نلاحظ ضعفها عند معظم خريجي قسم التمثيل منذ سنوات عديدة ) حيث أن عرض التخرج قد يكون الفرصة الوحيدة لدى الطالب لتقديم جميع إمكانياته ومهاراته كممثل.

في النهاية قد تكثر الانطباعات والملاحظات  المختصة وغير المختصة، وهذا إن دل على شي فهو يدل على غنى المادة وعلى الجهد المبذول من قبل الطلاب وأساتذتهم في ظل غياب كامل لرعاية المؤسسة التي يعملون في كنفها ويقدمون جهودهم باسمها والتي من الواضح أنها لا تقدم ولا ترعى العاملين فيها من طلاب وأساتذة إلا في الحد الأدنى غير الكافي لإنتاج مبدعين وفنانين يعملون في الحقل الثقافي ويكونون مساهمين في تطويره ورسم مساره المستقبلي !!!!!....