حسن الحوراني في كل مكان.. كما أراد

حسن الحوراني في كل مكان.. كما أراد

«حسن في كل مكان» هو كتاب حالم ومليء بالجمال والشاعرية، وهو حلم فني أدبي لفنان كان لا يرى إلا الجانب الجميل في الحياة والكون، ومع أن الأفكار والرسائل في هذا الكتاب ترتدي ثوب البساطة، إلا أنها تعبر عن رؤية عميقة لدى الفنان حول الحياة والحب والخير، وهو كتاب موجه للأطفال وللأكبر سناً ولأبناء الثقافة الإنسانية بشكل عام.

هذا الكتاب صدر عن «مؤسسة عبد المحسن القطان» بعد منحة تفرغ للفنان الفلسطيني حسن الحوراني لتنفيذ مشروعه هذا، وبعد جهد جهيد وتجربة استمرت قرابة 5 سنوات، واجه خلالها الكثير من التحديات، و رحيل حسن قبل إكمال مشروعه، ألقى عبئاً ومسؤولية أخلاقية وفنية كبيرة على المؤسسة، في التشاور مع الجهات ذات العلاقة كعائلة الفنان وأصدقائه، حول الطريقة الأمثل لتناول الموضوع، حتى تم إقرار نشر ما أنجزه حسن من مشروعه دون تدخل وإضافات.

ترجم «حسن في كل مكان» إلى الفرنسية، وتم اختياره كواحد من أفضل عشرة كتب أطفال في العالم العربي. يقول شقيق حسن: «حسن رسم وكتب من فلسطين، ليصل إلى السودان والمغرب والرياض وإلى كل قرية وناحية ومدينة ومخيم، وأخاله يفرك يديه ابتهاجاً بطفلة في رام الله أو غزة أو بغداد، وهي تتصفح أحلامه وأفكاره عن الحياة، الحياة التي لم تمهله طويلاً».

رحل وعمره 29 عاماً دون أن يرى كتابه يخرج إلى النور. يستطيع الفن أن يفعل فعله رغم الغياب، ونستطيع أن نقول: إن جهود حسن وتعبه وشغله على نفسه وفنه، لم يذهب أدراج الرياح، وفي ذلك دعوة للمبدعين للعمل وخصوصاً الشباب والصغار. ونستطيع أن نردد من على غلاف كتابه «حسن في كل مكان»: «حسن في كل مكان من اليمن السعيد، والمنامة، وحتى تطوان».

يذكر أن حسن الحوراني من مواليد مدينة الخليل تخرج من أكاديمية بغداد للفنون الجميلة في العراق العام 1997، عاد بعدها إلى فلسطين ليعمل في مدينة رام الله مدرساً للفنون لمدة عام، تفرغ بعدها للفن، وفي العام 1999 شارك في أكاديمية الصيف الفنية بعمان مع الفنان مروان قصاب باشي.

كما حصل على جائزة الفنان الشاب للعام 2000 عن عمله الإنشائي «منا وفينا»، سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث عمل في مجال الفن. وعكف في مدينة نيويورك على إنتاج كتابه هذا «حسن في كل مكان» حيث كان قد حصل على منحة تفرغ من مؤسسة عبد المحسن القطان لإنتاج الكتاب. وعاد إلى فلسطين يوم 25/7/2003 لإتمام كتابه وطباعته، لكنه توفي في حادث غرق مأساوي مع ابن شقيقته الفنان سامر أبو عجمية في بحر يافا يوم 6/8/2003.

وقد أنتج حسن خلال فترة حياته القصيرة الكثير من الأعمال والمشاريع الفنية في مجال الرسم، والتركيب في فراغ، والفيديو، وأقام وشارك في العديد من المعارض في القدس، ورام الله، والخليل، وبغداد، وعمَان، والقاهرة، ونيويورك، والإسكندرية، والشارقة، وقطر، وكوريا، وبنغلادش.