الإرهاب..  يطال التراث الإسلامي

الإرهاب.. يطال التراث الإسلامي

طالت‭ ‬أيدي‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‮»‬،‭ ‬المتحف‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬يضمه‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬ثرية‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬والآثار‭ ‬النادرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬و«دار‭ ‬الكتب‭ ‬والوثائق‭ ‬القومية‮»‬‭ ‬المجاورة‭ ‬له‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬المكتبة‭ ‬الأعرق‭ ‬والأضخم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬تضم‭ ‬من‭ ‬المخطوطات‭ ‬والبرديات‭ ‬والوثائق‭ ‬التاريخية‭ ‬النادرة،‭ ‬فقد‭ ‬طال‭ ‬الانفجار‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬مديرية‭ ‬أمن‭ ‬القاهرة‭ ‬المتحف‭ ‬ودار‭ ‬الوثائق‭ ‬القومية‭ ‬الملاصقة‭ ‬له،‭ ‬والذي‭ ‬يقع‭ ‬مباشرة‭ ‬أمام‭ ‬مديرية‭ ‬الأمن‭.‬

 

وأكد‭ ‬وزير‭ ‬الآثار‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬مقتنيات‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬الإسلامي‭ ‬دمرت‭ ‬بالكامل‭. ‬ويضم‭ ‬العرض‭ ‬المُتحفي‭ ‬للمتحف‭ ‬والدار‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أندر‭ ‬وأثمن‭ ‬المقتنيات‭ ‬التراثية‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬المخطوطات‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬القاعة‭ ‬132‭ ‬مخطوطاً‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭: (‬الطب،‭ ‬الفلك،‭ ‬الأدب،‭ ‬الديانات،‭ ‬اللغة‭)‬،‭ ‬كتبت‭ ‬باللغات‭ (‬العربية،‭ ‬التركية،‭ ‬الفارسية‭).‬

ومن‭ ‬أقدم‭ ‬المخطوطات‭ ‬المعروضة‭ ‬والمكتوبة‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬كتاب‭ "‬مشكل‭ ‬القرآن‭"‬،‭ ‬والمخطوطات‭ ‬وتجد‭ "‬الشاهنامه‭" ‬الملحمة‭ ‬الأدبية‭ ‬الفارسية‭.‬

ومنها‭ ‬أيضاً‭ ‬ديوان‭ "‬يوسف‭ ‬وزليخة‭" ‬النسخة‭ ‬المعروضة‭ ‬باللغة‭ ‬الفارسية،‭ ‬مجدولة‭ ‬ومحلاة‭ ‬بالذهب،‭ ‬وتضم‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬البديعة‭ ‬الملونة‭.‬

أما‭ ‬المصاحف‭ ‬الشريفة‭ ‬فعددها‭ ‬27‭ ‬مصحفاً‭ ‬مخطوطاً،‭ ‬نقوشها‭ ‬محلاة‭ ‬بالذهب‭ ‬واللازورد‭. ‬وهناك‭ ‬عشرون‭ ‬بردية‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬البرديات،‭ ‬وهي‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬موضوعات‭ ‬مختلفة‭.‬

أما‭ ‬التحف‭ ‬النادرة‭ ‬فتضم‭ ‬القاعة‭ ‬12‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬أهمها‭: ‬نموذج‭ ‬مصغَّر‭ ‬لقبة‭ ‬الصخرة،‭ ‬وهونموذج‭ ‬محلى‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬بنقوش‭ ‬وكتابات‭ ‬عربية،‭ ‬وفارسية‭ ‬ومرصع‭ ‬بالأحجار‭ ‬الكريمة‭.‬

وهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬29‭ ‬خريطة‭ ‬نادرة،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭: ‬خرائط‭ "‬البورتولان‭" ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الخرائط‭ ‬التجارية‭ ‬البحرية،‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى،‭ ‬رسمت‭ ‬عام‭ ‬1404،‭ ‬وخريطة‭ ‬توضح‭ ‬رحلة‭ ‬الإسكندر‭ ‬الأكبر،‭ ‬باللغة‭ ‬اللاتينية،‭ ‬رسمت‭ ‬عام‭ ‬1595،‭ ‬وخريطة‭ ‬مصب‭ ‬النيل،‭ ‬بها‭ ‬توضيح‭ ‬لخط‭ ‬سير‭ ‬الحملة‭ ‬الفرنسية‭ ‬على‭ ‬مصر،‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬رسمها‭ ‬عام‭ ‬1798‭.‬

ويوجد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المسكوكات،‭ ‬والعملات‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬الأثرية‭ ‬المهمة،‭ ‬معظمها‭ ‬عملات‭ ‬ذهبية،‭ ‬وفضية‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الدينار،‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار،‭ ‬والدرهم،‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬النحاسية‭ ‬والبرونزية‭ ‬والورقية‭ ‬والتي‭ ‬سكت‭ ‬في‭ ‬عصور‭ ‬مختلفة،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬العصر‭ ‬الأموي،‭ ‬حتى‭ ‬عصر‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭.‬

وتضم‭ ‬دار‭ ‬الوثائق‭ ‬قاعة‭ ‬بها‭ ‬17‭ ‬لوحة،‭ ‬منها‭ ‬12‭ ‬لوحة‭ ‬خطية‭ ‬تمتاز‭ ‬بجمال‭ ‬الخط،‭ ‬وروعة‭ ‬الزخرفة،‭ ‬وخمس‭ ‬لوحات‭ ‬فنية‭ ‬مرسومة،‭ ‬ومن‭ ‬أجمل‭ ‬اللوحات‭ ‬الخطية‭ ‬المعروضة،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬الخطاط‭ ‬عثمان‭ ‬المعروف‭ "‬بحافظ‭ ‬القرآن‭"‬،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1693،‭ ‬ومن‭ ‬اللوحات‭ ‬الفنية‭ ‬المرسومة،‭ ‬لوحة‭ ‬زيتية‭ ‬على‭ ‬القماش،‭ ‬قام‭ ‬برسمها‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬تأثيري‭ ‬رائع،‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬حسن‭ ‬عام‭ ‬1920م‭ ‬لأحد‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وتضم‭ ‬دار‭ ‬الوثائق‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬وثيقة‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭: "‬التقاسيط،‭ ‬والسجلات،‭ ‬والفرمانات‭"‬،‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والتركية،‭ ‬وسجلات‭ ‬تعداد‭ ‬النفوس،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أول‭ ‬تعداد‭ ‬لسكان‭ ‬مصر،‭ ‬وأمر‭ ‬به‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬باشا‭ ‬عام‭ ‬1847‭.‬

وتضم‭ ‬أيضاً‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭ ‬الخاصة‭ ‬وهي‭ ‬مكتبة‭ ‬قصر‭ ‬عابدين،‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬اللغات‭ ‬الشرقية‭ (‬الفارسية،‭ ‬والتركية،‭ ‬والعبرية‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬مقتنيات‭ ‬قاعات‭ ‬الاطلاع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الموسوعات‭ ‬ودوائر‭ ‬المعارف‭ ‬وكتب‭ ‬التراجم‭.‬